(٣٣٥) ما المقصود بقوة (أربعين رجلاً)؟
في رواية للإمام الصادق (عليه السلام) في حق أصحاب القائم (عجّل الله فرجه)، يقول: وإن الرجل منهم ليعطى قوة أربعين رجلاً، والسؤال هل الإمام الصادق (عليه السلام) يقصد من قوله (أربعين رجلاً) تحديد قوتهم بهذا المقدار؟ أي إن قوتهم فعلاً تساوي قوة أربعين رجلاً؟ أم أنه (سلام الله عليه) ذكر هذا العدد من باب التقريب وليس التحديد؟
في نفس الرواية يذكر صادق العترة (عليه السلام) أن هؤلاء الأصحاب قلوبهم كزبر الحديد ولو مروا على جبال الحديد لقلعوها، هل هذا الوصف قرينة على أن الإمام (عليه السلام) ذكر العدد ليصف القوة فيقربها إلى الأذهان، أم أنه يحددها بهذا المقدار؟
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم أنه قد ورد في الشريعة تحديد أداء بعض الأعمال بعدد معين، مثل استحباب الدعاء بإخلاص بدعاء العهد أربعين صباحاً، أو الاستغفار لأربعين مؤمناً في قنوت الوتر من صلاة الليل.
ولا شك أن مثل هذا التحديد يقصد منه العدد نفسه.
هذا في الأحكام الشرعية.
أمّا في مثل المقام، فإن استعمال عدد (أربعين) يقصد منه الكناية عن شدة القوة والصلابة في أنفسهم وأبدانهم.
لقد عبّر القرآن الكريم عن عدد هو بين (10) و(15) بأنه (عصبة أولي قوة) في قوله تعالى: ﴿وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ﴾ [القصص: 76] [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج13، ص249]
فإذا كان عدد (10) أو (15) يوصف بأنه عصبة وأولو قوة، فما بالك بالعدد (أربعين).
طبعاً هناك تفسير للعصبة بأنها (40) رجلاً.
وعلى هذا التفسير يكون معنى المبالغة والكناية عن القوة واضحاً أيضاً.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: نجف علي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)