(٤٤٥) ما الحكمة من العدد (٣١٣)؟
ماذا يعني العدد (313)؟ هل هناك من حكمة؟
يقال إن هذا العدد هو عدد المسلمين في بدر ولكن هل يوجد تفسير آخر لهذا؟
وما هو علم الجفر الذي يخرج فيه الإمام (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس في الروايات ما يصرح بحكمة في هذا العدد سوى تشبيههم بعدة أهل بدر، ولعل ذلك من باب الإشارة إلى وحدة الهدف والغاية التي يعمل عليها المهدي (عجّل الله فرجه) مع أصحابه والتي عمل لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع أصحابه.
وكوسيلة لإبراز وحدة الهدف جعل الله تعالى عدد أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) كعدد أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في بدر.
وكما جعل انطلاقة الحركة الرسالية المحمدية من مكة المكرمة كذلك جعَل انطلاقة الحركة المهدوية من مكة أيضاً، ومن ذلك نجد أن اسم المهدي (عجّل الله فرجه) وكنيته هو اسم وكنية النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وقد دلّت روايات عديدة على ذلك منها ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلامه مع الإمام الحسين (عليه السلام): أن ابني هذا سيد كما سمّاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيداً، وسيخرج الله من صلبه رجلاً باسم نبيكم - يشبهه في الخَلْق والخُلُق... [الغيبة للنعماني: ص222، ب12، ح2]
وهنالك جهات أخرى للتشابه للتدليل على وحدة الهدف المهدوي مع الهدف المحمدي.
أمّا عن (علم الجفر) فالظاهر من الروايات أنه العلم المشتمل على علم المنايا والبلايا... كما في رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) يتكلم مع أصحابه فقال فيما قال: ...نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم، وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص به محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة من بعده (عليهم السلام)، وتأملت منه مولد غائبنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم... . [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص353، ب33، ح50]
فهذه الرواية تبين معنى الجفر وتدل على أنه من العلوم الموجودة عند الإمام (عجّل الله فرجه) وهو ما دلّت عليه أيضاً رواية الإمام الرضا (عليه السلام) في علامات الإمام حيث يقول: ... ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر...
نعم، ورد في رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أن الجفر ليس علماً خاصاً، وإنما هو وعاءٌ فيه علوم، فهو بمثابة الخزينة أو المكتبة، ففي الرواية: (وأمّا الجفر الأحمر فوعاء فيه سلاح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت).
وأمّا الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وكتب الله الأولى...) [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج26، ص18، ب1، ح1]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: رعد عبد علي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)