(٨٩٥) كيف يجتمعون أصحابه (عجّل الله فرجه) وهم من بلدان مختلفة؟
كيف يجتمع أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الظهور وهم من بلدان مختلفة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر من الروايات أن اجتماع أنصار الإمام (عجّل الله فرجه) مع اختلاف بلدانهم وأوطانهم بأسباب غير طبيعية، وعن طريق الاجتباء الإلهي والإتيان بهم بالطريق الإعجازي والذي يخص هؤلاء الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ولذا ورد أنهم تأويل قوله تعالى: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً﴾ فقد ورد تفسير الإمام الباقر (عليه السلام) لهذه الآية الكريمة وتطبيقها عليهم: يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً، قال: وهم والله الأمة المعدودة قال: يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف. [الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص313]
وقد وصفت بعض الروايات أن هؤلاء الأنصار يُفتقدون من فرشهم بشكل مفاجئ، وهو كناية عن عدم الإعلام المسبق برحيلهم حتى لأهاليهم، وهو ظاهر في الاستدعاء الغيبي العاجل الذي لا يحتمل التأخير أو الكشف عنه للآخرين.
فقد روي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر، فيصبحون بمكة وهو قول الله (عزَّ وجل): ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً﴾، وهم أصحاب القائم (عليه السلام). [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص654]
وروى كذلك النعماني في الغيبة ما يؤيد هذا المعنى عن الإمام الصادق (عليه السلام): بينا شباب الشيعة على ظهور سطوحهم نيام إذا توافوا إلى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد فيصبحون بمكة. [الغيبة للشيخ النعماني: ص330]
وأما كيفية هذا الاستدعاء وطريقته فلعل جوابه ما ورد في رواية عبد الله بن عجلان الذي سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية معرفتهم بظهور الإمام (عجّل الله فرجه)؟ فقال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب طاعة معروفة. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص654]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: مرتضى كريم جاسم : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)