(٩٣٦) كيف يعلم بعض أنصاره (عجّل الله فرجه) بخروجه؟
ورد أنه يعلم بعض أنصار القائم (عجّل الله فرجه) بخروجه عن طريق صحيفة مكتوب عليها (طاعة معروفة)؟
1) كيف يكون ذلك، هل من الممكن شرح هذه المعلومة المهدوية المنشورة في موقعكم الكريم؟
2) هل المقصود رق أم صحيفة إخبارية؟
3) الرواية تتحدّث عن علامة يجدها الشيعة المُخلصون تحتَ وسائدِهم في صبيحةِ اليوم الذي يظهرُ فيه الإمام، أو في الوقتِ القريب من ظُهور إمامِ زماننا.. يجدون صحيفة مكتوباً عليها: طاعةٌ معروفة؟
4) هل بالضرورةِ أن تكونَ هذهِ الصحيفة قد كُتبتْ عليها هذ الكلمةُ (طاعةٌ معروفة) لربّما هذا عنوان عام، فقد يكونُ في الصحيفة تفاصيل أخرى، يكون فيها أسرار، كلمةُ سر، وبيانات أخرى؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر من مجموع الروايات أن أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه) وأنصاره ليسوا سواء في الدرجة والمنزلة، بل بعضهم أعظم من البعض الآخر وبسبب تفاوت درجاتهم تختلف تبعاً لذلك طريقة تواصل الإمام (عجّل الله فرجه) معهم، فلكل منهم طريقة خاصة يعلمون بواسطتها بأمره (عجّل الله فرجه) ثم يلتحقون به، فحتى الأنصار المعبر عنهم بالعدد (313) يتفاوتون أيضاً فيما بينهم، ولذا يُعبر عن بعضهم بــ(النقباء) وعدتهم اثنا عشر رجلاً بضميمة وزير الإمام (عجّل الله فرجه)، وهؤلاء هم أول من يلتحق بالإمام (عجّل الله فرجه) عن طريق الإعجاز أو طي الأرض.
فقد روي عن المفضل أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن مكان وكيفية ظهوره (عجّل الله فرجه) فقال: يا مفضل يظهر وحده ويأتي البيت وحده ويلج الكعبة وحده ويجنّ عليه الليل وحده، فإذا نامت العيون وغسق الليل نزل إليه جبرئيل وميكائيل (عليهما السلام) والملائكة صفوفاً، فيقول له جبرئيل (عليه السلام): يا سيدي قولك مقبول وأمرك جائز. فيمسح يده على وجهه (عليه السلام) ويقول: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين. ويقف بين الركن والمقام فيصرخ صرخة فيقول: يا معشر نقبائي، وأهل خاصتي، ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض، ائتوني طائعين. فترد صيحته (عليه السلام) عليهم وهم في محاربهم وعلى فرشهم في شرق الأرض وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل فيجيئون نحوها ولا يمضى لهم إلّا كلمحة بصر، حتى يكون كلهم بين يديه (عليه السلام) بين الركن والمقام. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص183]
ويظهر أيضاً أن هؤلاء هم أول من يبايع الإمام (عجّل الله فرجه) كما جاء في تكملة الخبر السابق: فيكون أول من يقبل يده جبرئيل (عليه السلام) ثم يبايعه وتبايعه الملائكة ونجباء الجن ثم النقباء.
ويرشح من الأخبار والروايات أن للنقباء الاثني عشر شأناً خاصاً لا يتوفر في غيرهم من جهة بصيرتهم وعمق معرفتهم بالإمام (عجّل الله فرجه) حتى بالنسبة لأقرانهم من بقية الـ(313).
فقد روي عن المفضل قال أبو عبد الله (عليه السلام): كأني أنظر إلى القائم (عليه السلام) على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه، حتى يستخرج من قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيجفلون عنه إجفال الغنم البكم، فلا يبقى منهم إلّا الوزير وأحد عشر نقيباً، كما بقوا مع موسى ابن عمران (عليه السلام) فيجولون في الأرض ولا يجدون عنه مذهبا فيرجعون إليه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص673]
ولأجل ذلك نجد أن لهم خصوصية ومزية سواء أفي طريقة تواصل الإمام (عجّل الله فرجه) معهم أم في كيفية الالتحاق به (عجّل الله فرجه) تختلف عن بقية الأنصار الـ(313) والذين سيلتحقون به (عجّل الله فرجه) في صبيحة يوم ظهوره.
فقد روي عن المفضل ابن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم (عليه السلام) قوله (عزَّ وجل): ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً﴾، إنهم ليفتقدون عن فرشهم ليلاً فيصبحون بمكة. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: 672]
ويؤيد هذا المعنى ما رواه النعماني كذلك في كتابه الغيبة عن الإمام الصادق (عليه السلام): بينا شباب الشيعة على ظهور سطوحهم نيام إذا توافوا إلى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد فيصبحون بمكة. [الغيبة للشيخ النعماني: ص330]
والذي نستقربه ونميل إليه: أن هؤلاء هم الذين يجدون صحيفة مكتوباً عليها (طاعة معروفة) فيوافون الإمام (عجّل الله فرجه) إلى مكة ولم تتحدث الروايات بأكثر من ذلك في تفاصيل هذا الأمر.
ومع وصولهم جميعاً عنده (عجّل الله فرجه) تنتهي الغيبة الكبرى ويعلن الإمام (عجّل الله فرجه) عن ظهوره للناس، ولكنه لن يخرج بالسيف حتى تكتمل الحلقة.
فقد روي عن الإمام الجواد (عليه السلام): فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل، خرج بإذن الله (عزَّ وجل)، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله (عزَّ وجل). [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص378]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: محمد سالم : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)