(٩٦٥) كيف يخرجون الأبدال من الشام وهم الآن معه (عجّل الله فرجه)؟
ورد في أحد اجوبتكم على الأسئلة المهدوية النص التالي:
الأبدال: وهم مجموعة من الشيعة المخلصين يرافقون الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في غيبته الكبرى، كلما مات واحد منهم أبدله الله تعالى بآخر، وهؤلاء سيردون الوحشة عن الإمام (عجّل الله فرجه) في غيبته، فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة، ونعم المنزل طيبة، وما بثلاثين من وحشة. [الغيبة للنعماني: ص194، ب10، ح41]
وورد في منشور آخر في حقل (هل تعلم أن؟) النص التالي:
الأبدال يخرجون من الشام لنصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
سؤالي هو: أليس الأبدال هم الثلاثين؟ والآن هم مع الإمام (عجّل الله فرجه) وما بثلاثين من وحشة، إذاً كيف يخرجون من الشام، وهم مع الإمام (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو من متابعة الأخبار والروايات أن (الأبدال) هم مجموعة من المؤمنين يتميزون بخصوصيات وسمات يندر وجودها في السواد الأعظم من الناس، فصاروا من صفوة البشرية ونخبتها، وأما سبب إطلاق هذه التسمية عليهم فكما يقول الطريحي في مجمع البحرين: الأبدال: قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر. [مجمع البحرين للطريحي: ج5، ص319]
وقد أطلق هذا المصطلح على عدة فئات بعضها صرحت به الروايات والبعض الآخر يُستفاد منها:
1- أطلق على الأئمة (عليهم السلام)، كما ورد هذا المعنى عن خالد بن الهيثم الفارسي، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إنَّ الناس يزعمون أنَّ في الأرض أبدالاً، فمن هؤلاء الأبدال؟ قال: صدقوا، الأبدال هم: الأوصياء، جعلهم الله في الأرض بدل الأنبياء إذا رُفِعَ الأنبياء وخُتِمَ بمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم). [الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج2، ص231]
2- على أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذين يرافقونه في غيبته ليردوا عنه الوحشة، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): لا بدَّ لصاحب هذا الأمر من عزلة، ولا بدَّ في عزلته من قوَّة، وما بثلاثين من وحشة، ونعم المنزل طيبة. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص162]
والذي يؤيد هذا المعنى وأن هؤلاء الثلاثين ممن ينطبق عليهم وصف الأبدال ما روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): الأبدال في هذه الأُمَّة ثلاثون، مثل إبراهيم خليل الرحمن (عزَّ وجلَّ)، كلَّما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلاً. [مسند أحمد بن حنبل: ج5، ص322]
3- وأطلق هذا التوصيف على خصوص أبدال أهل الشام الذي سيلتحقون بالإمام عند ظهوره (عجّل الله فرجه)، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدَّة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق، فيقيم ما شاء الله أن يقيم. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص476]
وعلى ضوء هذا البيان يمكن فهم تعدد الاطلاق الوارد أعلاه.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: أحمد الربيعي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)