(٩٧٠) هل أصحابه (عجّل الله فرجه) يعرفون بأنهم قادة قبل الظهور؟
هل أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه) أو القادة الـ(313) يعرفون بأنهم هم القادة المعنيون بنصرة الإمام (عجّل الله فرجه) قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) أم بعد الظهور يعرفون أنفسهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس في الروايات ما يشير لذلك نفياً أو اثباتاً، وإن أمكن القول بعدم علمهم بذلك لأمرين:
الأول: تأكيد الروايات على أن هؤلاء الأنصار سوف يلتحقون بالإمام (عجّل الله فرجه) بشكل مفاجئ ومن غير ميعاد سابق، فعن المفضَّل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم (عليه السلام)، قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾ إنَّهم ليُفتَقدون عن فرشهم ليلاً فيصبحون بمكّة، وبعضهم يسير في السحاب يُعرَف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قال: قلت: جُعلت فداك، أيّهم أعظم إيماناً؟ قال: الذي يسير في السحاب نهاراً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص672]
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً أنَّه قال: بينا شباب الشيعة على ظهور سطوحهم نيام إذ توافوا إلى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد، فيصبحون بمكّة. [الغيبة للشيخ النعماني: ص330]
الثاني: إن انتخاب هؤلاء الأنصار إنما يتم من خلال التمحيص والغربلة الشديدة التي ستجري على جميع المؤمنين في عصر الغيبة الكبرى، حتى لا يبقى كما دلت الأخبار إلّا الأندر، فقد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام): والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا وتميزوا، وحتى لا يبقى منكم إلّا الأندر فالأندر. [الغيبة للشيخ النعماني: ص216]
وعملية الغربلة ستكون على عدة مراحل متصاعدة تشتد كلما اقتربنا من عصر الظهور، والغاية من ذلك كما هو ظاهر من الروايات انتخاب الفئة التي عبرت المحنة ونجت من الفتنة بصبرها وثباتها، وقد ضرب أمير المؤمنين (عليه السلام) مثالاً لذلك فيما رواه مالك بن ضمرة: وهو كمثل رجل كان له طعام قد ذراه وغربله ونقاه وجعله في بيت وأغلق عليه الباب ما شاء الله، ثم فتح الباب عنه فإذا السوس قد وقع فيه، ثم أخرجه ونقاه وذراه، ثم جعله في البيت وأغلق عليه الباب ما شاء الله، ثم فتح الباب عنه فإذا السوس قد وقع فيه، وأخرجه ونقاه وذراه، ثم جعله في البيت وأغلق عليه الباب، ثم أخرجه بعد حين فوجده قد وقع فيه السوس، ففعل به كما فعل مراراً حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر الذي لا يضره السوس شيئاً، وكذلك أنتم تمحصكم الفتن حتى لا يبقى إلّا عصابة لا تضرها الفتن شيئاً. [الغيبة للشيخ النعماني: ص218]
وبطبيعة الحال إذا كان ملاك الاختيار والاجتباء يعتمد على النجاح في سنة الغربلة والتمحيص والتي ليس لها حدود زمنية تنتهي إليها (قبل الظهور الشريف) أمكن القول بأن هؤلاء الأنصار الـ(313) غير عارفين بأنفسهم إلى اللحظة التي يستدعون فيها، ويؤيد هذا المعنى ما رواه عبد الله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائم (عليه السلام) عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: كيف لنا أن نعلم ذلك؟ فقال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب (طاعة معروفة). [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص654]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: إيمان عبد الأمير : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)