(١٠١٢) ما معنى قوة (٤٠) رجل؟
لدي بعض الاستفسارات حول الروايات التي تقول بقوة الرجل من أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بقوة أربعين رجلاً.
1) لماذا حددت الرواية قوتهم بـ(٤٠) لماذا هذا العدد وليس أكثر مثلاً (١٠٠)؟
2) ما فائدة هذه القوة لأصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) مقابل الأسلحة المتطورة والفتاكة، فالمعركة معركة تكنولوجيا لا أجسام.
3) كيف يتحمل أصحاب المهدي (عجّل الله فرجه) هذه القوة فالجسم البشري له قابلية محددة؟
4) هل هذه القوة تكون عن طريق المعجزة أم بالأمور الطبيعية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
التعبير بالأربعين في اللغة العربية وفي مثل هذا السياق إنما هو كناية عن الكثرة والمضاعفة وليس المقصود منه العدد بذاته، والعرب تستعمل بعض الأعداد كـ(السبعة والأربعين والسبعين) في هذا المعنى، وقد استعمل القرآن الكريم ذلك تبعاً للاستعمال المعهود عندهم يقول تعالى: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾، ويقول تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ﴾.
كما أن هذه القوة لا تعني بالضرورة القوة الجسمانية وإنما قد تكون لوصف قوة الإرادة والصلابة في مواجهة المصاعب والأخطار، كما يرشح هذا المعنى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في سياق حديثه عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): إذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، وأعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلاً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص653]
والقرآن الكريم يؤكد على أن الإنسان المؤمن إذا تحلّى بقوة الإرادة والعزيمة الكبيرة يمكن أن تتجاوز قوته قوة عدة رجال يقول تعالى: ﴿إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، فالقضية إذن لها بُعد نفسي وتسبيب معنوي تتم ترجمته على السلوك والفعل، ولذا عللت الآية الكريمة انتصار المؤمنين على من يزيدهم عدداً من الكفار بسبب صبرهم وإيمانهم، وحتى لو حملنا هذا المعنى على القوة الجسمانية الفعلية فلا يوجد ما يحيل ذلك أو يمنعه بعد الإيمان إن القوة لله جميعاً يهبها لمن يشاء ويعطيها، وكما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): والله ما قلعت باب خيبر ورميت بها خلف ظهري أربعين ذراعاً بقوة جسدية ولا حركة غذائية لكني أيدت بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها مضية. [الأمالي للشيخ الصدوق: ص604]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: سيد لؤي الموسوي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)