(٧٣٤) ما هو المقصود برواة الحديث...
طرح يضحك الثكلى... ما هو المقصود برواة الحديث.. وهل يروون حديث كل الائمة بما فيهم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)... هم لا يدّعون ذلك ويقولون انه زمن غيبة وانقطاع فكيف يروون حديثه؟ إلا أن يقولوا إن معنى حديثنا غير داخل فيه الإمام المهدي؟
ثم لماذا لم ينصب الإمام فقهاء في الغيبة الصغرى؟
ثم كيف يحدث التنصيب بالغيبة الكبرى؟ هل بالنص والاسم؟ أم بالشورى؟ أم بالشياع؟ أم بالإعلان؟
ثم هنالك الكثير من الفقهاء من بداية الغيبة الكبرى إلى الآن فأين هي سلسلة التنصيب؟
وهل فقيه ينصب فقيهاً أم كل فقيه يأتيه التنصيب من الإمام مع الإشارة لاختلاف مشاربهم ومتبنياتهم واتجاهاتهم وفرقهم... أما إن قلت بالصفات فعلى من تنطبق؟ فهذه من الغرائب على القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
1) المقصود من رواة الحديث هم العلماء الذين تخصصوا في حديث أهل البيت (عليهم السلام) ومعرفة الصحيح منه من الموضوع، وهذا المعنى له مقدمات موضوعية وعلمية يعرفها من سبر غور العلوم الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام).
2) وليس معنى ذلك أن الواحد منهم يروي كل أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، وإنما المقصود هو أنه يتتبع كل أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) التي وصلت إلينا من خلال تراث علمائنا السابقين الذي أخذوه من الثقات وصولاً إلى زمن الغيبة الصغرى فزمن الحضور.
3) وليس معنى كونهم رواة حديث أنهم استمعوا الحديث مباشرة من الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فهذا المعنى يأباه نفس كون الإمام غائباً، ولذا -كما قال المستشكل- لم يدّع أحد منهم الأخذ المباشر من المعصوم (عليه السلام).
4) الإمام نصّب السفراء الخاصّين في زمن الغيبة الصغرى، وهم أيضاً من الفقهاء سوى أن تعيينهم كان مباشرة منه (عجّل الله فرجه).
وأما في زمن الغيبة الكبرى فقد رسم أهل البيت (عليهم السلام) الخطوط العامة لوصول الفقيه إلى مرحلة يمكن للعامة أن يرجعوا إليه من خلال الأحاديث الواضحة في هذا المجال، أي أنهم أعطوا المنهج العلمي الذي لا بد من اتباعه لتعيين الفقيه المرجع، ولا يُعقل أن يقوم الإمام بتعيين الفقهاء في كل زمن، وإلا لم يكن غائباً.
5) ووفق الأصول العلمية الموضوعية المتبعة في الحوزات العلمية يتم تعيين الفقيه الجامع للشرائط، والحوزة في ذلك حالها حال أي مؤسسة علمية أكاديمية لها أسسها التي يعرفها أهلها، والتي من خلالها يتم تعيين العالم.
وعلى كل حال فإن الطرح العلمي يقتضي عدم التهجم، ويقتضي أن يكون الفرد قد سبر غور العلوم الحوزوية حتى يعرف ما يقول، بعيدا عن الاستهزاء الذي لا يليق بالأروقة العلمية ولا يمكن أن يصدر من شخص يدعي العلم والمعرفة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حيدر نعيم الحسني : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)