(١٠٢٠) أول من اعترض على السفير الثالث شخص من واسط...
سمعت من أحد الخطباء المطلعين على القضية المهدوية أن السفير الثالث (الحسين بن روح النوبختي) عندما وصلت إليه سفارة الإمام (عجّل الله فرجه) أول من اعترض عليه وكذبه هو شخص من محافظة واسط يدعى (أبي العزاقر)، وأن الإمام (عجّل الله فرجه) قد أنزل به كتاباً عن طريق سفيره يدعو عليه ويوبخه.
سؤالي هنا ما مدى صحة هذا الكلام؟ وإن صح مثل هكذا كلام فما هو نص كتاب الإمام (عجّل الله فرجه) إلى هذا اللعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أن الذي سمعت عنه هو (محمد بن علي بن أبي العَزاقِر) المعروف بالشلمغاني نسبة إلى قرية شلمغان، وهي ناحية من نواحي واسط كما ذكر ذلك الحموي في معجم البلدان [معجم البلدان للحموي: ج3، ص359]، والرجل وإن كان شيعيا إلّا أنه انحرف وادعى الغلو وتبنى العقائد الباطلة، كالقول بالنيابة الخاصة للإمام (عجّل الله فرجه)، وبعد ذلك تبنى عقيدة الحلول، وأنّ لله سبحانه يتجسد في الأنبياء والأوصياء، ومما ادّعاه أيضاً أنّ روح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) انتقلت إلى نائب الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) الثاني أبي جعفر محمد بن عثمان (رضي الله عنه)، وروح أمير المؤمنين (عليه السلام) انتقلت إلى بدن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه)، وروح السيدة فاطمة (عليها السلام) انتقلت إلى أم كلثوم بنت السفير الثاني محمد بن عثمان، كما أوصى وكلاءه أن يكتموا هذه المعتقدات لأنّها بزعمه عقائد حقة. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص404]
ثم صدر التوقيع الشريف من الإمام (عجّل الله فرجه) بلعنه والبراءة منه، كما رواه الشيخ الطوسي في الغيبة عن السفير الثالث: إن محمّد بن علي المعروف بالشلمغاني - وهو ممن عجّل الله له النقمة ولا أمهله - قد ارتد عن الإسلام وفارقه، وألحد في دين الله، وادّعى ما كفر معه بالخالق (جلَّ وتعالى) وافترى كذباً وزوراً وقال بهتاناً وإثماً عظيماً، كذب العادلون بالله وضلّوا ضلالاً بعيداً وخسروا خسراناً مبيناً. وإننا قد برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله وآله - صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليهم - بمنّه ولعنّاه، عليه لعائن الله تترى في الظاهر منّا والباطن في السرّ والجهر، وفي كل وقت وعلى كل حال، وعلى من شايعه وبايعه أو بلغه هذا القول منّا وأقام على توليه بعده. وأعلمهم - تولّاكم الله - أنّا من التوقي والمحاذرة منه على ما كنّا عليه ممن تقدمه من نظرائه من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم وعادة الله (جلَّ ثناؤه) مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة وبه نثق وإيّاه نستعين وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص411]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: زين العابدين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)