(١١٣٤) هل ينطبق علينا نحن في العراق عدم الهجرة كما ورد في التوقيع الشريف؟
ورد التوقيع المهدوي في كتاب موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لمحمد تقي أكبر نجاد، النص التالي:
وحدثني أبو محمد الوجنائي، قال: اضطرب أمر البلد، وثارت فتنة، فعزمت على المقام ببغداد ثمانين يوماً، فجاءني شيخ وقال: انصرف إلى بلدك، فخرجت من بغداد وأنا كاره، فلما وافيت سر من رأى أردت المقام بها لِما ورد علي من اضطراب البلد، فخرجت، فما وافيت المنزل حتى تلقاني الشيخ ومعه كتاب من أهلي يخبروني بسكون البلد ويسألوني القدوم.
هل ينطبق علينا نحن في العراق عدم الهجرة؟
وهل يقصد بالشيخ صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) أم سفير منه وأخبر أبو محمد عن رسالته؟
لم أفهم المقصد والغاية من التوقيع، يرجى التوضيح وفقكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس في الرواية دلالة حول ما ذهبتم إليه من الهجرة أو عدمها، وإنما تشير إلى كرامة للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والذي شهدها ونقلها لنا هو (أبو محمد الوجنائي) وهو من وجهاء الشيعة ووكلاء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في عصر الغيبة الصغرى، وهو من أهل مدينة (نصيبين) الواقعة في جنوب تركيا وعلى حدود سوريا، وقعت اضطرابات ونزاعات في مدينته فخرج بسبب ذلك إلى بغداد مستقراً فيها، ولم يكن عنده خبر بأوضاع بلده، فجاءه أحد المرتبطين بالإمام (عجّل الله فرجه) يخبره بالرجوع إلى بلده، فَكَرِهَ ذلك لعلمه بفقدان الأمن هناك، فلما خرج إلى سامراء وصله كتاب من أهله يخبرونه بتحسن الأوضاع ويطلبون منه المجيء إليهم ليتعرف بعد ذلك على صحة ما أخبر به الشيخ حينما أمره بالرجوع إلى مدينته، ويبدو أن الشيخ المقصود به هو السفير الثاني أبو جعفر العمري الذي عاصره الوجنائي، وحتماً لم يتعرف السفير على الخبر من نفسه، بل مقتضى ذلك أنه كان إخباراً غيبياً من الإمام (عجّل الله فرجه)، والله العالم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: العلوية أم محمد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)