(٤٨) ما معنى المحتوم؟
ما معنى المحتوم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
المحتوم ورد استعماله في الروايات المؤكدة لظهور المهدي (عجّل الله فرجه) بمعنى تلك العلامات التي تكشف كشفاً أكيداً محتَّماً عن الظهور، وهذا النحو من العلامات في أنفسها لا ينالها البداء، نعم قد يجري البداء في صفاتها أو خصوصياتها، وبحسب ما ورد فالعلامات الحتمية (الصيحة وخروج السفياني واليماني وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية وغيرها).
وأمّا ما ورد عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال:
كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) فجرى ذكر السفياني، وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر: هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم. قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم. فقال: إنّ القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد. [الغيبة للنعماني: ص314، ب18، ح10]
فيمكن حمله على ما ذكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار: ج52، ص251، ونصه:
(لعل للمحتوم معانٍ يمكن البداء في بعضها، وقوله (من الميعاد) إشارة إلى أنه لا يمكن البداء فيه لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ﴾ [آل عمران: 9]
والحاصل أن هذا شيء وعد الله لرسوله وأهل بيته (عليهم السلام)، لصبرهم على المكاره التي وصلت إليهم من المخالفين، والله لا يخلف وعده.
ثم إنه يحتمل أن يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته لا في أصل وقوعه كخروج السفياني قبل ذهاب بني العباس ونحو ذلك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: تائب : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)