(٤٠٤) ما معنى الأعور الدجال؟
ما معنى الأعور الدجال؟ هل هو أعور العين أم أن هذا الوصف لمعنى آخر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الظاهر من الروايات أن مثل هذه الصفات تحمل على معناها الظاهر منها، فيكون معنى الأعور هو أعور العين وصرفها إلى غير هذا المعنى يحتاج إلى قرينة خاصة.
نعم، من خلال الروايات التي ذكرت أوصاف الدجال حيث ذكرت أوصافاً له لا تتلاءم مع كونه شخصاً معيناً فربما تكون تلك الأوصاف متلائمة مع كون الدجال حركة فكرية منحرفة، وتكون صفة العور إشارة إلى نقصها وانحرافها وأنه ليس موضوعياً في حركته.
قال الأصبغ بن نباتة لعلي (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين من الدجال؟ فقال: [الدجال] صائد بن الصائد، فالشقي من صدقه، والسعيد من كذبه، يخرج من بلدة يقال لها (أصفهان) من قرية تعرف بـ(اليهودية). عينه اليمنى ممسوحة، والعين الأخرى في جبهته تضئ كأنها كوكب الصبح، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم، بين عينية مكتوب (كافر) يقرأه كل كاتب وأمي، يخوض البحار، وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام، يخرج -حين يخرج- في قحط شديد، تحته حمار أقمر خطوة حماره ميل، تطوى له الأرض منهلاً منهلاً لا يمر بماء إلّا غار إلى يوم القيامة، ينادي بأعلى صوته -يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين- يقول: إلى أوليائي، أنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى، أنا ربكم الأعلى، وكذب عدو الله، إنه أعور يطعم الطعام، ويمشي في الأسواق، وإن ربكم جل وعز ليس بأعور، ولا يطعم [الطعام]، ولا يمشي في الأسواق، ولا يزول. ألا وإن أكثر أتباعه يومئذٍ أولاد الزنا، وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة على يد من يصلي المسيح [عيسى] بن مريم خلفه. [الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: ج3، ص1135 - 1136]
وهذه الرواية مضافاً إلى سندها الضعيف جداً فإن متنها مضطرب ولو صحّ بعض ما فيها فإنه لا يمكن انطباقه على شخصٍ بالتأكيد، بل هي حركة في الأمة تحمل هذه الصفات.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حسين راضي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)