(٤٢٥) كيف ستغرق البصرة، وهل هذه علامة من علامات الظهور؟
كيف ستغرق البصرة، وهل هذه علامة من علامات الظهور للمهدي (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما قدم البصرة قال:
كأني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها وغرق من في ضمنها.
(وفي رواية): وأيم الله لتغرقن بلدتكم حتى كأني أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة، أو نعامة جاثمة.
(وفي رواية): كجؤجؤ طير في لجة بحر.
(وفي رواية أخرى): بلادكم أنتن بلاد الله تربة، أقربها من الماء وأبعدها من السماء، وبها تسعة أعشار الشر، المحتبس فيها بذنبه والخارج بعفو الله، كأني أنظر إلى قريتكم هذه قد طبقها الماء حتى ما يرى منها إلّا شرف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر. [نهج البلاغة: ج1، ص 45]
وقد ذكروا أن هذا كان إخباراً من أمير المؤمنين (عليه السلام) لأمرٍ مستقبلي، وقد وقع هذا الأمر بالفعل، فليس هو من علامات الظهور.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج ما نصه: (.. فأمّا إخباره (عليه السلام) أن البصرة تغرق عدا المسجد الجامع بها، فقد رأيت من يذكر أن كتب الملاحم تدل على أن البصرة تهلك بالماء الأسود ينفجر من أرضها فتغرق ويبقى مسجدها، والصحيح أن المخبر به قد وقع فإن البصرة غرقت مرتين، مرة في أيام القادر بالله ومرة في أيام القائم بأمر الله، غرقت بأجمعها لم يبق منها إلّا مسجدها بارزاً بعضه كجؤجؤ الطائر حسب ما أخبر به أمير المؤمنين (عليه السلام)...). [شرح نهج البلاغة: ج1، ص84، ط القاهرة]
ومن هنا يتضح أنه ليس كل ما أخبر به أهل البيت (عليهم السلام) من أمور مستقبلية هو يكون من علامات الظهور، بل قد يكون أجنبياً عنها.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: منال : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)