(٥٤٥) عند ظهور السفياني هناك من يتبعه من الشيعة...
عند ظهور السفياني هناك من يتبعه من الشيعة الذين لم يكونوا أنصاراً للإمام (عجّل الله فرجه) بالمعنى الحق، ومنهم من ينشرهم الله من قبورهم ليكونوا أتباع السفياني.
هذا ما سمعناه من المحاضرات من البعض. ما مدى صحة هذا الخبر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في الروايات الشريفة أنه عند التقاء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بالسفياني سيحدث انقلاب للعقب من بعض من هم في صفوف الإمام (عجّل الله فرجه) ويلتحقون بالسفياني، وستحدث هداية لبعض من هم مع السفياني ويلتحقون بالإمام (عجّل الله فرجه)، وهو ما سمي بيوم الأبدال، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في رواية طويلة: ثم يأتي [أي الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)] الكوفة... [إلى أن يقول]: حتى يأتي العذراء [أو البيداء في نسخة أخرى] هو ومن معه، وقد لحق به ناس كثير، والسفياني يومئذٍ بوادي الرملة حتى إذا التقوا، وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا من السفياني من شيعة آل محمد (عليهم السلام)، ويخرج أناس كانوا من آل محمد (عليهم السلام) إلى السفياني، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم، ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الأبدال. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص224، ح87]
وهذا هو جواب سؤالكم عن التحاق بعض الذين لم يتبعوا الإمام (عجّل الله فرجه) بالمعنى الحق بالسفياني.
وأمّا سؤالكم الثاني، فلم نجد هذه المعنى في الروايات الشريفة بل الموجود هو العكس، وأن هناك بعض الأموات يرجعون إلى الدنيا ليتكاملوا في ظل دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
فقد ورد أنه عند ظهور المهدي (عجّل الله فرجه) يقال لبعض الموتى المؤمنين أنه قد ظهر صاحبك، فإن شئت تلتحق به فالحق وإن تشأ تقيم في كرامة ربك فأقم.
فقد روي عن المفضَّل بن عمر، قال: ذكرنا القائم (عجّل الله فرجه) ومن مات من أصحابنا ينتظره، فقال لنا أبو عبد الله (عليه السلام): إذا قام أُتِى المؤمن في قبره فيقال له: يا هذا! إنَّه قد ظهر صاحبك، فإن تشأ أن تلحق به فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربِّك فأقم. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص458 و459، ح470]
وفي نفس السياق جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): ...وإنَّ لأهل الحقّ دولة إذا جاءت ولّاها الله لمن يشاء منّا أهل البيت، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له... . [الغيبة للنعماني: ص201، ب11، ح2]
فقوله (عليه السلام): (خار له) يُراد منه ما أشارت له الرواية السابقة من التخيير بين البقاء أو الرجوع.
ولا شك أن اللحاق بركب الإمام (عجّل الله فرجه) يعني السير في طريق التكامل لا التسافل، وهكذا ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب... إلى أن قال: وأي عجب يكون أعجب من أموات يضربون هامات الأحياء... . [مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج2، ص108]
نعم ورد في بعض الروايات الشريفة أنه سيرجع إلى عالم الدنيا كل من محض الكفر محضاً، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي (عليهما السلام) وإن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع إلّا من محض الايمان محضاً أو محض الشرك محضاً. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص 24] ولكن هذا يحدث بعد ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) وفي عالم الرجعة لا في زمن السفياني ليلتحقوا به وسيكون إرجاعهم لأجل أخذ القصاص المعجل منهم في الدنيا قبل الآخرة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: طوق الياسمين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)