(٦٢٩) ... ذهاب ملك بني فلان...
بخصوص الحديث الذي يقول بذهاب ملك بني فلان (يذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام) إن هذا الحديث يدلل على أن المدة بعد ملك عبد الله هي أقل من سنتين وليس كما يقوله الشيخ الفاضل الكوراني لأن العبارة الواردة هي (سنين) والكلمة جمع والمشمول بها المثنى والجمع فقط أمّا إذا لم يبلغ السنتين فهو مشمول بالزوال! وإذا بلغ السنتين فهو ليس بعبد الله المذكور بالحديث؟ أرجو تصحيح رأيي إذا كنت مخطئاً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب نقضاً وحلاً.
أمّا نقضاً: فإن التعامل مع حاقّ اللفظ يؤدي إلى القول بأن المراد من ملك السنين هو ثلاث سنوات على الأقل، فلكي تنطبق الرواية لابد من القول بأن من يستمر حكمه ثلاث سنوات كاملات لا يكون مشمولاً للرواية، ومن لم يكمل الثلاث ينطبق عليه أنه لم يملك سنين، سواء كان سنة أو سنتين أو حتى سنتين وأحد عشر شهراً.
وأمّا حلاً: فإن الظاهر أن الإمام (عجّل الله فرجه) يريد بيان قلة مدة الحكم للملك، وقلة المدة تتناسب مع الأشهر التي لا تتجاوز السَنة، وإلّا فإن تجاوز السَنة يعبّر عنه بأنه ملك سنة مثلاً، أمّا من لم يكملها فيقال: إنه حكم ثلاثة أشهر أو سبعة أو أحد عشر وهكذا.
وعلى كل حال، يمكن أن يكون مقصود الرواية هو التعامل مع حاقّ اللفظ، ويمكن أن يكون المقصود هو الإشارة إلى قلة المدة.
ومع ذلك فلابد من التنبيه على ضعف هذه الرواية سنداً، وإلى كونها ليست من العلامات الحتمية، وإلى ضرورة العمل على التمهيد للظهور المبارك، وقعت تلك العلامة أم لم تقع.
مضافاً إلى أن الرواية لم تشر إلى شخص هو (عبد الله) فلا يجزم بانطباقه على (ملك السعودية).
والشاهد على عدم انطباقها على مَلِك السعودية (عبد الله) أنه مات عام (2015م) ولم يحصل ما ذكرته الرواية من ذهاب ملك السنين وغيره.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: توفيق : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)