(٨٣٠) تفسير حديث (يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث)؟
في كتاب عقد الدرر ورد أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا يخرج حتى يُقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث.
ممكن تفسير لهذا الحديث؟ وهل فعلاً أن موت ثلث الناس بنيزك؟ وهل فعلا يسمى بالموت الأكبر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس في الروايات ما يشير إلى ان الهلاك الذي سيقع في البشرية قبل ظهور الامام المهدي (عجّل الله فرجه) سيكون بسبب سقوط نيزك على الأرض أو كوكب كما يقول البعض، فإن اصطدام الكواكب يولد طاقة انفجارية تأتي على الناس جميعاً ولا تبقي منهم حياً، نعم ورد في الأخبار ظهور نجم أو مذنب كعلامة تسبق ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) يراه الناس بوضوح، فقد روى الشيخ المفيد في ارشاده ج2، ص368: ...وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه.
وكذلك روى العلامة المجلسي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا وإن لخروجه علامات عشرة، أولها طلوع الكوكب ذي الذنب.
أما بالنسبة للروايات التي تحدثت عن هلاك ثلثي الناس، فقد أشارت إلى أن المؤمنين سيكونون في منأى عن هذا البلاء، فقد روى الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة عن محمد بن مسلم وأبي بصير قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس. فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص339، ح286]
وأما علة هذا الهلاك الكثير فقد ذكرت الروايات له عدة أسباب كالحروب أو الأمراض، فقد روى الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة: ص655، ب57، ح27، عن الإمام الصادق (عليه السلام): قدام القائم موتتان: موت أحمر وموت أبيض حتى يذهب من كل سبعة خمسة الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: علي قاسم : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)