(٨٤١) ستنتشر الأوبئة والأمراض قبيل الظهور المقدس
ما صحة هذه الرواية جزاكم الله خير الجزاء
ما قبل الظهور المبارك للإمام الحجة بن الحسن (عجّل الله فرجه) في آخر الزمان
عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك متى خروج القائم (عليه السلام). فقال: يا أبا محمد إنا أهل البيت لا نوقت، ثم قال: يا أبا محمد إنه لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان، الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر، قلت: جعلت فداك أي شيء الطاعون الأبيض وأي شيء الطاعون الأحمر؟ قال: الطاعون الأبيض الموت الجاذف، والطاعون الأحمر السيف، ستنتشر الأوبئة والأمراض قبيل الظهور المقدس بين البلدان وستجتاح الأوبئة المعدية أرجاء الأرض...
عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قدام القائم (عليه السلام) موت أحمر وموت أبيض حتى يذهب من كل سبعة خمسة، فالموت الأحمر السيف والموت الأبيض الطاعون.
عن محمد بن مسلم وأبي بصير قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس فقلنا إذا ذهبا ثلثا الناس من يبقى؟ قال (عليه السلام): أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي فيسود من جرائها الجوع والفقر المدقع وعدم انتظام الأمور وتضطرب أوضاع البلدان وتسود حالة من الهيجان عند الناس - ويتمنى المتمني حينها الموت - من شدة الأهوال حتى إذا كان الناس آيس من حالهم وما آلت إليه أوضاعهم وقد أيقنوا بالفناء والهلاك خرج إليهم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فيكون خروجه إليهم خروج بركة ورحمة فتضع الحروب أوزارها بعد قضائه على الجبابرة وينشر عدله بين الناس وترتفع الأوبئة والأمراض ولا يبقى ذو عاهة أو مريض الا عوفي وشفي وتبدأ الأرض دورة من الحياة...
بسم الله الرحمن الرحيم
المعنى الذي تذكره هذه الروايات متظافر ومستفيض في الأخبار والكتب المعتبرة.. والأحاديث التي أشارت لذلك منها المعتبر ومنها الضعيف واختلافها في عدد الهالكين لا يضر بصحتها، لأن العدد لا مفهوم له كما ثبت ذلك في علم الأصول، لا سيما إن هذه الأحداث المستقبلية مما تخضع لعنصر البداء والمحو والإثبات والتقديم والتأخير والزيادة والنقصان، فيكون كل منها ناظر إلى تحقق شرط أو عدم تحققه، مع أن أغلب الروايات تحدده بالثلثين أو ما في معناه.
فمن الروايات المعتبرة ما رواه النعماني، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة قال: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس. [الغيبة للنعماني: ص282 - 283]
وما رواه الشيخ الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسين بن الحسن ابن أبان عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قدام القائم موتتان: موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة، الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون)). [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص655]
وما رواه كذلك: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب عن أبي بصير، ومحمد بن مسلم قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلث الناس، فقيل له: إذا ذهب ثلث الناس فما يبقى؟ فقال (عليه السلام): أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص655]
أقول: الرواية نقلها المجلسي عنه وبنفس السند في البحار: ج52، ص207 وأثبت بدل (الثلث) (ثلثا) ويبدو أنه الأصح فلا معنى أن يذهب ثلث ويبقى ثلث واحد فيكون ما وقع في نسخة كتاب كمال الدين من خطأ النساخ والصحيح ما أثبته الشيخ المجلسي (رحمه الله).
وأما الروايات التي لا تخلو من نقاش سندي أو ضعيفة على بعض مباني العلماء فهي عديدة أيضاً وتتفق مع المضمون المتقدم ولا تختلف معه.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّ الله فرجه)
: سيد سامر الحلو : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)