ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
علامات الظهور

(٨٨٨) منع الحج من علامات الظهور

هل منْع الحج من علامات الظهور؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الأحاديث التي تكلمت عن انقطاع الحج أو منعه بشكل جزئي أو كلي وردت في عدة مصادر وعند مختلف المسلمين.
فقد روى الشيخ المفيد في أماليه: عن سدير الصيرفي قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده جماعة، من أهل الكوفة فأقبل عليهم وقال لهم: حجوا قبل أن لا تحجوا، قبل أن يمنع البر جانبه، حجوا قبل هدم مسجد بالعراق بين نخل وأنهار، حجوا قبل أن تقطع سدرة بالزوراء على عروق النخلة التي اجتنت منها مريم (عليها السلام) رطباً جنياً فعند ذلك تمنعون الحج. [الأمالي للشيخ المفيد: ص65]
وروي كذلك عنه (عليه السلام): الهرب الهرب إذا خلعت العرب أعنّتها، ومنع البر جانبه، وانقطع الحج. [الأصول الستة عشر: ص131]
وروي في كتب العامة ما يشير إلى ذلك أيضاً، فقد روى البيهقي في سننه عن أبي هريرة عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلم): حجّوا قبل أن لا تحجّوا. قيل: فما شأن الحج. قال: يقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحد. [سنن البيهقي: ج4، ص341]
وهذه الروايات واضحة في منع الحج وتعطيله بشكل كلي، وبعض الأخبار ظاهرة في المنع الجزئي، فقد روى صاحب إلزام الناصب عن أمير المؤمنين (عليه السلام): فيأتي خبر من الشام أنه قد قُطع على الحاج، فعند ذلك يمنع الحاج جانبه فلا يحج أحد من الشام ولا من العراق، ويكون الحج من مصر ثم ينقطع بعد ذلك. [إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب للشيخ علي اليزدي الحائري: ج2، ص170]
وذكر السيد ابن طاووس (رحمه الله) في كتابه (اليقين) حديثاً مطولاً لأمير المؤمنين (عليه السلام) تحدّث فيه عن جامع براثا وجاء فيه: لا يهدمه إلا كافر، فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين. [اليقين للسيد ابن طاووس: ص422]
وهذه الروايات كما هو ظاهر منها لم تتحدث عن علامات الظهور أو ارتباطها بالإمام القائم (عجّل الله فرجه)، بل من المحتمل جداً أنها تشير إلى ما وقع من فتنة القرامطة التي أدت إلى تعطيل الحج، فقد ذكر الذهبي في كتابه (تاريخ الإسلام) إنه في أحداث سنة 316 هجرية: لم يحج أحد في هذه السنة خوفاً من القرامطة. [تاريخ الإسلام للذهبي: ج23، ص374]، لأن القرامطة كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج من شعائر الجاهلية، ومن قبيل عبادة الأصنام، ويبدو أن الحج تعطل مدة عشر سنين متتابعة على الأقل من 317 هـ حتى 326هـ بسبب القرامطة.
يقول المؤرخ المصري ابن تغري في كتابه (النجوم الزاهرة) نقلاً عن ابن سبط الجوزي: والظاهر أنه لم يحج أحد منذ سنة سبع عشرة وثلاثمائة إلى سنة ست وعشرين وثلاثمائة خوفاً من القرامطة. [النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري: ج3، ص227]
بل حتى الرواية التي ينقلها الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كتابه كمال الدين عن ابن مهزيار، والتي تؤشر لانقطاع الحج عموماً أو لأهل العراق خصوصاً: فقال لي: يا ابن مهزيار كيف خلّفت إخوانك في العراق؟ قلت: في ضنك عيش وهناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان فقال: قاتلهم الله أنى يؤفكون، كأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربهم ليلاً ونهاراً، فقلت: متى يكون ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة بأقوام لا خلاق لهم، والله ورسوله منهم براء. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص469]، لا يمكن ربطها بعلامات الظهور وإنما ترتبط بوقعة تصيب بعض الظالمين عبّر عنهم ابن مهزيار بـ(بني الشيصبان) ويبدو أن المقصود هم بنو العباس وما وقع لهم من مجازر لاحقة على يد مناوئيهم وأعدائهم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

علامات الظهور : ٢٠٢١/٠٢/١٩ : ٣.٣ K : ٠
: سيد رضا الهندي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.