ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
علامات الظهور

(٩٦٤) كيف يعطي القائد مخطط الحرب؟!

عندما نقرأ أن الخسف في البيداء يقع بجيش يرسله السفياني للقضاء على حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يتبادر سؤال وهو: كيف تذكر هكذا أمور في الروايات! لو صحت لعرف السفياني من أين يخرج الإمام (عجّل الله فرجه) ويقتله، ولا يوجد قائد يعطي مخطط الحرب؟! ما هو تفسيركم؟


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الاشكالية تبتني على فكرة أن السفياني يعلم أنه المقصود من الروايات، وكذلك على فكرة أنه يؤمن بالله حقيقة ويصدق بما ورد في الروايات، فيعتمد عليها كحال بقية المؤمنين، وليس الأمر كذلك، فمن غير الثابت أنه حين خروجه يعلم بكونه السفياني المذكور في الروايات، وكذلك فإن الرجل حسب ما ورد في الروايات لم يعبد الله قط ولم يؤمن به حقيقة.
فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): السفياني أحمر أشقر أزرق لم يعبد الله قط ولم ير مكة ولا المدينة قط، يقول: يا رب ثأري والنار، يا رب ثأري والنار. [الغيبة للشيخ النعماني: ص318]
ومن الواضح حسب الرواية أن ملكاته الشيطانية سوف تتحكم به وتسوقه إلى مصيره الأسود، فلا يرى إلّا شيئاً واحدا هو طلب ثأره والانتقام، كما أن القرآن الكريم يذكر أن بعض هؤلاء الجبابرة والظالمين حتى وأن علموا ببعض المغيبات عن طريق الأنبياء (عليه السلام) إلّا أن نفوسهم الدنيئة وتسويلات الشياطين لهم تحجبهم عن الاستهداء والاتعاظ بما سمعوه من أولئك الأنبياء (عليه السلام)، يقول تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾.
وعليه فهناك مغايرة قد تحصل بين ما تعلم وما تعمل، فالجحود انكار عملي لما قد يعلمه الإنسان.
بطبيعة الحال هذا المعنى قد يكون صعب التصور عند بعض المؤمنين وكيف أن الإنسان قد يعلم ويخالف ما يعلمه لكن في التأريخ وسير الأنبياء (عليهم السلام) شواهد كثيرة على ما نقول، فهذا فرعون كان يعلم أن زوال ملكه وهلاكه سيكون على يد النبي موسى (عليه السلام)، ومع ذلك بدل أن يرعوي ويعود إلى رشده قتل جميع الأطفال الصغار وبقر بطون الحوامل ظناً منه أنه بذلك سيقضي على موسى (عليه السلام).
فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يد موسى أمر بإحضار الكهنة فدلوه على نسبه وأنه من بني إسرائيل، فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفاً وعشرين ألف مولود، وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى لحفظ الله تبارك وتعالى إياه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص354]
والشواهد كثيرة في هذا الباب، فكم عندنا من الروايات ما تتنبأ وتستشرف المستقبل ببعض ظواهر الفساد وما سيكون عليه حال الناس وكيف سيكون هلاكهم وضياعهم، وهم بين من يقرأ ولا يتعظ متوهماً أنه غير معني بذلك وبين من لا يكلف نفسه حتى مجرد الاطلاع والنظر.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

علامات الظهور : ٢٠٢١/٠٤/١٠ : ٢.٦ K : ٠
: سيد سلمان الموسوي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.