ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
علامات الظهور

(١٠٢٣) هل هنالك معركة بين الخراساني والسفياني على أرض الكوفة؟

هل هنالك معركة مباشرة تقع بين الخراساني والسفياني على أرض الكوفة، ومن هو المنتصر فيها؟
ومن الملاحظ أن الروايات تشير إلى أن السفياني يحتل الكوفة ويُسفك فيها دماء الشيعة، هل هي إشارة إلى أن جيش الخراساني وهو بطبيعة الحال (راية هدى) ينسحب أو يخسر؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الروايات أشارت إلى وجود تسابق وتنافس كبير بين حركتي الخراساني والسفياني باتجاه الكوفة، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): لا بد أن يملك بنو العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من هاهنا وهذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً أبداً. [الغيبة للشيخ النعماني: ص267]
والرواية كما هو واضح تؤشر إلى أن الطريق إلى الكوفة لن يكون سالكاً أو بلا عوائق، بل تواجه كلا الرايتين مواجهات عسكرية مع جهة ثالثة، والتي عبرت عنهم الرواية ببني العباس، وهم بطبيعة الحال الجهة الحاكمة حينذاك في العراق، ولعل ما تواجهه الراية الخراسانية في حركتها من معوقات سواء كانت عسكرية أو اعلامية أكبر مما تواجهه الحركة السفيانية في توجهها نحو الكوفة، يدل على ذلك ما ذكرته الروايات من وجود حالة اعلامية مغرضة تعمل على تشويه الحركات المرتبطة نوع ارتباط بالحركة المهدوية خصوصاً أو بالتشيع عموماً، فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إذا رفعت راية الحق لعنها أهل الشرق والغرب. قلت له، مم ذلك؟ قال: مما يلقون من بني هاشم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص309]
ومع اغترار الناس بهذه التعبئة الإعلامية العالمية فمن الطبيعي أن يؤدي ذلك إما إلى نكوص الناس عن الوقوف إلى جانبهم أو يكونون بالضد منهم، ومما يؤيد ذلك أيضاً ما روي أن الحركة الخراسانية لن يكون لها قدر ووجاهة عند أهل الكوفة حينما يتوجهون لمقاتلة السفياني وهذه الظاهرة بما تمثله من إفراز سلبي لمجتمع الكوفة إنما نفهمه في سياق نتائج حملة التشويه التي اشاعتها الأبواق الإعلامية وحاولت الصاقها بالحركة الخراسانية، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في سياق حديثه عن جرائم السفياني في الكوفة قوله (عليه السلام): وتسبى بها رجال ونساء وأحسنهم حالاً من يعبر الفرات، ومن لا يكون شاهداً بها. قلت: كم يكون ذلك؟ قال: ساعة واحدة من نهار. قلت: ما حال من يؤخذ منهم؟ قال: ليس عليهم بأس، أما إنهم سينقذهم أقوام ما لهم عند أهل الكوفة يومئذ قدر، أما لا يجوزون بهم الكوفة. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص271]
وقد صرّحت بعض الروايات أن الذي يستنقذ سبايا أهل الكوفة إنما هو القائد العسكري لمقدمة جيش الخراساني، فقد روى صاحب عقد الدرر عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): فعند ذلك تخرج راية من المشرق، ويقودها رجل من تميم، يقال له: شعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة ويقتلهم. [عقد الدرر في أخبار المنتظر للمقدسي: ص81]
جدير بالذكر أن بعض الروايات تحكي عن وجود معارك أخرى سابقة يبتلي بها الخراساني قد تكون سبباً في تأخر وصوله إلى الكوفة، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا ولا يدفعونها إلّا إلى صاحبكم قتلاهم شهداء أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر. [الغيبة للشيخ النعماني: ص281]
ومما يؤيد أن هؤلاء القوم القادمين من المشرق هم أنفسهم أصحاب الحركة الخراسانية ما رواه النيسابوري عن ابن مسعود عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً أو تشريداً في البلاد حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون، فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت أمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلج، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي. [المستدرك على الصحيحين للحكام النيسابوري: ج4، ص464]، إضافة إلى ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي (عجّل الله فرجه) بعث إليه بالبيعة. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص452]
ومع الالتفات إلى الروايتين الأخيرتين ودلالتهما سيكون واضحاً أن الغلبة والظفر في المواجهة سيكون للحركة الخراسانية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

علامات الظهور : ٢٠٢١/٠٧/٠١ : ٢.٩ K : ٠
: عبد الله الخرسان : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.