(١١٠٠) خراب البصرة على ذريتك...
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن الله (عزَّ وجلَّ): وعند ذلك ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي، وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني.
سؤالي هو:
خراب البصرة على يد رجل من ذريتك، هل المقصود من الذرية هي ذرية أهل البيت (عليهم السلام)؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
علّق الشيخ المجلسي في البحار على هذا الخبر بقوله: إشارة إلى قصة صاحب الزنج الذي خرج في البصرة سنة ست أو خمس وخمسين ومائتين، ووعد كل من أتى إليه من السودان أن يعتقهم ويكرمهم فاجتمع إليه منهم خلق كثير، وبذلك علا أمره، ولذا لقب صاحب الزنج وكان يزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وقال ابن أبي الحديد: وأكثر الناس يقدحون في نسبه وخصوصاً الطالبيون، وجمهور النسابين على أنه من عبد القيس وأنه علي بن محمد بن عبد الرحيم وأُمه أسدية من أسد بن خزيمة جدها محمد بن الحكم الأسدي من أهل الكوفة ونحو ذلك قال ابن الأثير في الكامل، والمسعودي في مروج الذهب، ويظهر من الخبر أن نسبه كان صحيحاً. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج51، ص71]
وعلى أي حال، فرواية الصدوق تؤيد كونه علوياً كما ذكر العلامة المجلسي، ومع ذلك نجد رواية عن الإمام العسكري (عليه السلام) نفت ذلك رواها ابن شهر آشوب في المناقب عن محمد بن صالح الخثعمي قال: عزمت أن أسأل في كتابي إلى أبي محمد (عليه السلام) عن أكل البطيخ على الريق وعلى صاحب الزنج فأنسيت، فورد عليَّ جوابه: لا يؤكل البطيخ على الريق، فإنه يورث الفالج وصاحب الزنج ليس منا أهل البيت. [مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج3، ص529]
ويمكن الجمع بينهما أن النفي الصادر من الإمام العسكري (عليه السلام) هو النفي عن أهل البيت عقائدياً وفكرياً كابن نوح الذي لم يكن من أهله لأنه عمل غير صالح وإن ارتبط به نسبياً والله العالم بحقائق الأمور.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: كرار : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)