(١١٠١) هل العلامة التي على عضد الإمام (عجّل الله فرجه) دليلاً على صحة الادعاء
قرأت في بعض الروايات الشريفة التي تقول إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عندما ولد كانت لديه علامة، كان مكتوباً على عضده بالنور ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾، إذا ظهر الإمام آخر الزمان ووجدنا هذه العلامة موجودة فيه، هل ستكون دليلاً قاطعاً على أنه هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حقاً، وليس شخص مزيف ومدعي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية جاءت عن حكيمة ولم يرد فيها أن الآية مكتوبة بالنور وقد رواها الطوسي في الغيبة: فإذا هو ساجد متلقياً الأرض بمساجده، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾ [الغيبة للشيخ الطوسي: ص239]، وهي وإن كانت من كرامات الإمام (عجّل الله فرجه) ومناقبه ولكن لا يمكن الاعتماد عليها في تحديد شخصية الإمام (عجّل الله فرجه) ولا هي وردت في الروايات من علامات تشخيصه لإمكانية تزييفها وتزويرها، واليوم توجد أماكن كثيرة بإمكانها أن تكتب على جسم الإنسان ما تشاء، وعلى كل حال إذا ظهر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيكون محفوفاً بالكثير من المعجزات والكرامات غير القابلة للاختلاق والتلفيق ابتداء من النداء السماوي وانتهاء بكل المعجزات التي جاء الأنبياء السابقون (عليهم السلام)، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلّا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء. [إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ الحر العاملي: ج3، ص700]
وسوف تكون قضية معرفة الإمام (عجّل الله فرجه) من الوضوح والبيان حينذاك أجلى من الشمس في رائعة النهار ولا تختلط على الناس معرفته أو تعيينه أرواحنا له الفداء، فقد روى الشيخ الكليني عن المفضل عن الإمام الصادق (عليه السلام): ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي، قال: فبكيت، فقال: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقلت: جعلت فداك كيف لا أبكي وأنت تقول: اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي!؟ قال: وفي مجلسه كوة تدخل فيها الشمس فقال: أبينة هذه؟ فقلت: نعم، قال: أمرنا أبين من هذ الشمس. [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص339]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: معاد عبد النبي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)