(١١٠٥) ... هناك رجل أو رجلان يبقيهما الله ويقلب وجوههم في قفاهم...
عند التأمل في روايات الخسف بجيش البغي السفياني نجد أن هناك رجل أو رجلان يبقيهما الله ويقلب وجوههم في قفاهم فتكون دلالتهم، ولكن هل هذا يعني أنه لا توجد وسائل اتصال في ذلك الوقت لكي يُنقل الخبر؟ هذا وجه، والوجه الآخر هل هو عدم الثقة بوسائل الاتصال الذي اقتضى الأمر إلى هذين الرجلين؟
ومع ذلك تبقى العله عند خالقها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحاديث التي دلّت على الخسف بجيش السفياني في البيداء متظافرة عند جميع المسلمين، ورواها الخاص والعام وبأسانيد صحيحة على اختلاف في بعض التفاصيل التي لا تضر في أصل ثبوت الواقعة، فبعضها قال إن الناجي شخص واحد وبعضها أشار إلى أكثر من واحد، فقد روى الحاكم النيسابوري في المستدرك عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلّا المخبر عنهم، هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. [المستدرك للحاكم النيسابوري: ج4، ص520]
وفي مصادرنا روى الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين (عليه السلام): فلا ينجو إلّا رجل يحول الله وجهه إلى قفاه لينذرهم، ويكون آية لمن خلفهم، ويومئذٍ تأويل هذه الآية ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص273]
وقد علّلت الروايات أن السبب في نجاة بعضهم ليكون إخباره إخبار شاهد عيان عن آية ومعجزة وقعت في جيش السفياني، ومن الطبيعي أن إخبار شاهد العيان الذي يحكي الواقعة وعلى الصورة التي يصبح عليها من التحول إلى القفا شاهد إضافي يمنع تحليلات المغرضين أو المكذبين أو ممن يريد أن يفسّر الخسف تفسيراً طبيعياً لا يلتقي مع حقيقة تلك المعجزة، فقد يقال كما يفعل بعض المحللين أن الذي وقع مجرد حادثة لا تمت إلى الغيب بصلة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: علي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)