ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
علامات الظهور

(١١٣٠) هل أبناء العامة يصفون السفياني بأنه الدجال؟

هل أبناء العامة يصفون السفياني بأنه نفسه الدجال؟ لأنهم يحاولون التغطية على آل أبي سفيان خصوصاً وأنا رأيت أحدهم يصف حركة طالبان بأنها هي الرايات المشرقية، وأنها ستناصر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما يزعمون، وهنالك منشورات على الانترنت تروج لهكذا مقولات.


بسم الله الرحمن الرحيم
لم نر أحداً من علماء العامة من يفسّر السفياني بأنه هو نفس الدجال، بل الصحيح المروي عندهم أن السفياني يُقتل في خسف البيداء كما في رواية أبي هريرة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيَقتُل حتى يبقر بطون النساء ويَقتُل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيَقتُلها حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلّا المخبر عنهم. [المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: ج4، ص520]، وعلّق عليها الحاكم النيسابوري بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي على ذلك.
وأمّا الدجال فقد رووا أن الذي يقتله إنما هو عيسى بن مريم (عليه السلام) في فلسطين، كما في رواية مسلم في صحيحه، فقد روى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): فبينما هو كذلك، إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينـزل عند المنارة البيضاء، وشرقي دمشق بين مهرودتين، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين - إلى أن قال: – فيطلبه (الدجال) حتى يدركه بباب لد، فيقتله. [صحيح مسلم: ج8، ص198]
كما أنهم رووا أن مكان خروج السفياني دمشق، كما هو مدلول الرواية الأولى التي رواها الحاكم النيسابوري، وهو يختلف عن مكان خروج الدجال، فقد رووا أنه يخرج من يهودية أصبهان كما في الخبر الذي رواه أنس بن مالك عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): يخرج الدجال من يهودية أصبهان، معه سبعون ألفاً من اليهود. [مسند أحمد بن حنبل: ج3، ص224]، وعليه فالصفات التي أعطيت لكلا الشخصيتين بحسب رواياتهم لا جامع لها يستدعي القول باتحادهما.
نعم افترض السيد الصدر في كتابه (تاريخ الغيبة الكبرى) احتمال اتحاد الشخصيتين بقوله: وقد يخطر في الذهن اتحاد شخصيتَي الدجال والسفياني في رجل واحد.... [تاريخ الغيبة الكبرى للسيد محمد الصدر: ص523]، ولكنْ أورد عليه نفسه بأنّ ذلك لا يصحّ، لا على المستوى الرمزي؛ لاستقلالهما وتمايزهما في نوع الانحراف، ولا على المستوى الظاهري؛ لاختلاف أخبارهما في كثير من الجهات.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

علامات الظهور : ٢٠٢١/١٠/٢٨ : ٢.٢ K : ٠
: حيدر السفير : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.