(١٢٤٨) هل هنالك علامة قبل خروج السفياني؟
عن الإمام الصادق (عليه السلام): لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني.
- المفهوم من الحديث الشريف أن هنالك علامة قبل خروج السفياني - أحد العلامات الحتمية - اختلاف بين بنو فلان! من هم بنو فلان الذي تختلف الناس عليهم؟
- وفي بداية الحديث عبارة (لا ترون ما تحبون) أثناء سياق الحديث لا نرى ما نحب إلّا بعد اختلاف بنو فلان، وما يحصل بعد اختلاف بنو فلان هو خروج السفياني، فكيف يكون خروج السفياني هو ما نحب وسوف يعمل ما يعمل السفياني؟
أم المقصود أن خروج ما نحب هو ما بعد السفياني وهو ظهور الإمام (عجّل الله فرجه)؟
- وعبارة (تفرقت الكلمة) هل نفهم من كلام الإمام (عليه السلام) أن الأُمة كانت مجتمعة على كلمة (بنو فلان) وبعد تفرقهم عنهم والاختلاف بينهم يخرج السفياني؟
يرجى شرحاً مختصراً للحديث الشريف.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الذي تسألون عنه رواه الكليني بسند معتبر عن الإمام الصادق (عليه السلام) جاء فيه: لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني. [الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص209]
أمّا من هم بنو فلان؟ فهناك عدة روايات صرحت بأن المقصود هم (بنو العباس)، فقد روى الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه سمعه يقول: لابد أن يملك بنو العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني: هذا من المشرق، وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان: هذا من ههنا وهذا من ههنا، حتى يكون هلاكهم على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً. [الغيبة للشيخ النعماني: ص267]
وروى النعماني في الغيبة عن الإمام الباقر (عليه السلام): يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين: تسع، واحدة، ثلاث، خمس. وقال: إذا اختلفت بنو أمية ذهب ملكهم، ثم يملك بنو العباس، فلا يزالون في عنفوان من الملك، وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم، فإذا اختلفوا ذهب ملكهم، واختلف أهل الشرق وأهل الغرب نعم وأهل القبلة، ويلقى الناس جهد شديد، مما يمر بهم من الخوف، فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص270]
وروى كذلك عن يعقوب بن السراج، قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام): متى فرج شيعتكم؟ قال: إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع، وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته، وظهر السفياني واليماني، وتحرك الحسني. [الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص224]
وعلى كل حال، الذي يظهر من الروايات أن حكم بني العباس سيكون له وجود وحضور قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) بشكل من الأشكال، فقد روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): ملك بني العباس مكر وخدع يذهب حتى لم يبق منه شيء ويتجدد حتى يقال: ما مر به شيء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص314]
وروي أيضاً عن الحسن بن إبراهيم، قال: قلت للرضا (عليه السلام): أصلحك الله، إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس؟ فقال: كذبوا، إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص315]
ويمكن أن يُفهم من هذه الروايات زوال ملك بني العباس في فترة معينة (كما حصل في الماضي) ورجوع الملك إليهم ثانية قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، كما هو مفاد رواية الإمام الكاظم (عليه السلام): يذهب حتى لم يبق منه شيء ويتجدد حتى يقال: ما مر به شيء. أي بمعنى وجود فئة سوف تملك وترتبط نسبياً ببني العباس حقيقة وواقعاً، كما هو الحال في شخصية السفياني الذي ينتسب لأبي سفيان، وإمّا على نحو المجاز والكناية، أي بمعنى الانتساب العملي للخط الذي كانوا يمثلونه في الظلم والطغيان (فإن من تشبه بقوم فهو منهم) [مستدرك الوسائل للنوري: ج17، ص440]، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
وأمّا عبارة (لا ترون ما تحبون): فالمقصود منها هو حصول أمرين يسبقان (رؤية ما نحب) وهما اختلاف بني العباس وخروج السفياني ويلي ذلك ظهور الإمام (عجّل الله فرجه).
وأمّا عبارة (تفرقت الكلمة): فهي كناية عن التشتت والاختلاف الذي لا يقر للناس معه قرار، كما ورد ذلك عن الإمام الباقر (عليه السلام): ثم يملك بنو العباس، فلا يزالون في عنفوان من الملك، وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم، فإذا اختلفوا ذهب ملكهم، واختلف أهل الشرق وأهل الغرب نعم وأهل القبلة، ويلقى الناس جهد شديد، مما يمر بهم من الخوف، فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء، فإذا نادى فالنفر النفر. [الغيبة للشيخ النعماني: ص270]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: عبد الأمير العابدي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)