ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
علامات الظهور

(١٢٩١) كيف يمكن لمن يدرك زمان الرجعة أن يعرف شخصيات الرجعة؟

هناك رواية مهدوية تشير إلى أن أموراً عجيبة ستحصل بين جمادي ورجب قبل الظهور بستة أشهر، كما أشار إلى ذلك سماحة الشيخ السند في كتابه (فقه علائم الظهور)، وقد فسر العجب وطبق الرواية بظهور بعض الأموات ممن كمل إيمانهم، كيف يمكن لمن يدرك ذلك الزمان أن يعرف أولئك الشخصيات، ومن هم، وهل ذكرت الروايات صفاتهم، وما هو التكليف تجاههم حينئذٍ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
روى الشيخ المفيد عن الإمام الصادق (عليه السلام): وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطراً لم ير الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج2، ص381]
وروي كذلك عدة أخبار في المقولة المشهورة (العجب كل العجب بين جمادى ورجب) والتي فسرتها الروايات برجوع بعض الموتى إلى الحياة لقتال أعداء الله وأعداء رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم).
فقد روى صاحب مختصر البصائر عن أمير المؤمنين (عليه السلام): يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب. قال أيضاً رجل: يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه؟ قال: ثكلت الآخرة أمة وأي عجب يكون أعجب من أموات يضربون هامات الأحياء. قال: أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة كأني أنظر إليهم قد تخللوا سكك الكوفة، وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله ولرسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وللمؤمنين. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص48]
وأمّا من هم هؤلاء الذين سيرجعون؟ فالروايات تارة تحدثت بتوصيف كلّي من قبيل ما ورد من رجوع كل من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً، وتارة تحدثت برجوع أشخاص بأعيانهم ممن ينطبق عليهم الوصف السابق.
فقد روى الشيخ المفيد (رحمه الله) عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يخرج القائم (عليه السلام) من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى (عليه السلام) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وسلمان، وأبا دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالكاً الأشتر، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج2، ص386]
وكذلك ما روي عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يكرّ مع القائم ثلاث عشرة امرأة. قلت: وما يصنع بهن؟ قال: يداوين الجرحى ويقمن على المرضى كما كنّ مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). قلت: فسمّهن لي. قال: فقال: القنواء بنت رشيد، وأُم أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية أم عمار بن ياسر، وزبيدة (وفي نسخة زبيرة) وأُم خالد الأحمسية، وأُم سعيد الحنفية، وصبانة الماشطة، وأُم خالد الجهنية. [دلائل الإمامة للطبري الشيعي: ص484]
وأمّا طريقة التعرف على هؤلاء فيتم من خلال الأدلة القاطعة التي تشكل قرائن واضحة على تشخيص هؤلاء الراجعين كما حصل في معرفة الناس بأصحاب الكهف، هذا بناء على القول بحصول رجعة هؤلاء البعض قبل ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
أو من خلال تعريف نفس الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما ورد ذلك في حق الإمام الحسين (عليه السلام) في رواية الإمام الصادق (عليه السلام): خروج الحسين (عليه السلام) في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهّب، لكل بيضة وجهان، المؤدون إلى الناس إن هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه، وإنه ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين (عليه السلام) جاء الحجة الموت. [الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص206]
وليس هناك تكليف محدَّد نصَّت عليه الروايات يتجاوز ما عليه المؤمنون من نصرة بعضهم البعض الآخر والمعاضدة على نصرة الحق باتِّباع الإمام المعصوم وطاعته.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

علامات الظهور : ٢٠٢٢/٠٤/٢٣ : ٢.٤ K : ٠
: علي سباهي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.