ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
علامات الظهور

(١٣٠٢) من هو الشاب الهاشمي الذي يقود رجال طالقان؟

عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: إنّ معه كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم أحمد أحمد, يقودهم شاب معه بني هاشم على بغلة شهباء, عليه عصابة حمراء، كأنّي أنظر إليه عابراً الفرات, فإذا سمعتم ذلك فأسرعوا إليه ولو حبواً على الثلج.
من هو هذا الشاب الذي من بني هاشم، وهل المقصود بالبغلة فعلاً بغلة أم كناية عن مركبة حديثة، وفي رواية أخرى لنفس المعنى: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي؟
من هو هذا الشخص الذي يدعونا أهل البيت (عليهم السلام) أن نبايعه وهو خليفة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟ وهل له أوصاف ذكرت في الروايات؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يظهر لنا من الروايات الأخرى أن هذا الشاب الهاشمي هو نفسه الخراساني الذي يخرج بالرايات السود، فقد روي عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: يخرج شابّ من بني هاشم بكفّه اليمنى خال، من خراسان برايات سود، بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم. [التشريف بالمنن في التعريف بالفتن للسيد ابن طاووس: ص120]، وقد استقربنا في جواب سابق أن شخصية الخراساني هو نفسه الحسني بقرينة قيادة (شعيب بن صالح) لجيشه كما جاء في خبر المفضل عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ثم يخرج الحسني، الفتى الصبيح الذي من نحو الدَيلم، فيصيح بصوت فصيح: يا آل أحمد أجيبوا الملهوف، والمنادي حول الضريح، فتجيبه كنوز الله بالطالقان، كنوز لا من ذهب ولا من فضّة، بل رجال كزبر الحديد، لكأنّي أنظر إليهم على البراذين الشّهب بأيديهم الحراب، يتعاوون شوقاً إلى الحرب، كما تتعاوى الذئاب، أميرهم رجل من تميم يقال له: شعيب بن صالح، فيقبل الحسني فيهم، ووجهه كدائرة القمر، فيأتي على الظلمة فيقتلهم، حتّى يرد الكوفة. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص188]
ولا يبعد أن تُحمل لفظة (البغلة) للكناية عن المركبة الحديثة، وإنما جيء بها كذلك مراعاة لفهم المتلقي زمن صدور الرواية.
وأمّا بالنسبة لسؤالكم عن رواية: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي. فهي مما رواه العامة كما جاء ذلك في مسند أحمد بن حنبل بروايته عن ثوبان، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم): إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأْتوها فإن فيها خليفة الله المهدي. [مسند أحمد بن حنبل: ج5، ص277]
والرواية كما هو ملاحظ تتكلم عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذي هو خليفة الله تعالى، ولا تتحدث عن شخصية أخرى يكون خليفة للمهدي، على أن هذه الرواية لا تخلو من إشكالية تمنع من الأخذ بها من جهة مضمونها الذي يدل على أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيكون في الرايات السود القادمة من خراسان وهو يتناقض مع الثابت الروائي من كونه (عجّل الله فرجه) يخرج من مكة لا غيرها.
ولا يبعد أن تكون هذه الرواية من موضوعات بني العباس واستغلالهم لأحاديث الرايات السود أيام ثورتهم على بني أمية، وهو ما ذهب إليه الشيخ السبحاني أيضاً في كتابه (الحديث النبوي بين الرواية والدراية) حيث حكم بوضعها في ص267 فراجع.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

علامات الظهور : ٢٠٢٢/٠٤/٢٣ : ٣.٧ K : ٠
: سيد جعفر البكاء : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.