ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
علامات الظهور

(١٣١٧) هل ينبغي الخوف على العيال والنساء عند ظهور السفياني أم لا؟

هناك روايات تشير إلى عدم الخوف على النساء والعيال عند ظهور السفياني، منها:
ما روي في موثقة محمد بن مسلم عن الإمام الباقر (عليه السلام): ... فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجل منكم عنه، فإن حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا، وأمّا النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى. [الغيبة للشيخ النعماني: ص312]
وكذلك ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): عن الحضرمي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف نصنع إذا خرج السفياني؟ قال: تغيب الرجال وجوهها منه، وليس على العيال بأس، فإذا ظهر على الأكوار الخمس - يعني كور الشام - فانفروا إلى صاحبكم. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي:ج52، ص272]
بينما الروايات التي تصف جوره وظلمه على جميع الخلق كثيرة كما تعلمون ومن الصعب إحصاؤها، لكن نذكر منها:
ما روي عن الثمالي عنه (عليه السلام): ... ولكن الويل لمن كان في أطرافها - أي أطراف الكوفة-، ماذا يمر عليهم من أذى بهم، وتسبى بها رجال ونساء وأحسنهم حالاً من يعبر الفرات.... [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص271]
وأيضاً في رواية الإمام الصادق (عليه السلام): إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس، أشقر أحمر أزرق، يقول: يا رب ثاري ثاري ثم النار، وقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص651]
فهل ينبغي الخوف على العيال والنساء أم لا؟ وهل هذا التفاوت بسبب الاختلاف في منطقة السكنى وزمان ظهور السفياني (أي إذا كان في بداية ظهوره أم وسطها أم نهايات وجوده) أم لا؟


بسم الله الرحمن الرحيم
لا تتعارض الطائفة الأولى من الروايات التي أمرت بتغييب الرجال وجوههم عن الطائفة الثانية التي أشارت إلى حصول بعض حالات الأسر والسبي الجزئية والتي يمكن استظهارها من عبارة (تُسبى بها رجال ونساء)، فتنكير الرجال والنساء وعدم دخول (الـ الاستغراق) على كلا اللفظتين يؤشر إلى أن حصول ذلك لم يكن على نطاق واسع، وقد يكون السبب في ذلك كما احتملتم مخصوصاً في أطراف الكوفة أو لفئة معينة آثرت المقاومة ومقاتلة جيش السفياني، كما ورد ذلك في رواية الإمام الباقر (عليه السلام): ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة. [الغيبة للشيخ النعماني: ص289] وربما اجتمع كلا السببين أيضاً باعتبار أن المقاومين للسفياني هم من أطراف الكوفة كما هو مفاد الخبر السابق.
وعلى كل حال فنفي البأس عن النساء والأطفال لا يعني بالضرورة عدم حصول السبي والأسر لبعضهم باعتبار أن هؤلاء المعتقلين في نهاية الأمر سيتم تحريرهم وإنقاذهم من جيش السفياني، كما جاء ذلك في رواية الثمالي عن الإمام الباقر (عليه السلام): ما حال من يؤخذ منهم؟ قال: ليس عليهم بأس، أما إنهم سينقذهم أقوام ما لهم عند أهل الكوفة يومئذٍ قدر، أما لا يجوزون بهم الكوفة. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص271]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

علامات الظهور : ٢٠٢٢/٠٤/٢٣ : ٢.٧ K : ٠
: حسن محمد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.