ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
علامات الظهور

(١٣٢٦) ما المقصود من امتلاء الأرض بالظلم والعدوان؟

في حديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً.
ما المقصود من الحديث الشريف من امتلاء الأرض؟
وحسب معجم اللغة العربية امتلأ أي اكتظ، فهل المقصود من كلمة امتلاء الأرض أي تكتظ بالظلم؟
إذا كان هذا المقصود، فمن أين تتكون الحلقة التي هي (10 آلاف) لنصرة الإمام (عجّل الله فرجه) وقد اكتظ الظلم؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث مروي عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وعدواناً، ثم يخرج رجل من عترتي - أو قال: من أهل بيتي - يملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً. [دلائل الإمامة للطبري الشيعي: ص467] وهو كما واضح يتكلم في سياق ما قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه).
ولا شك ليس المقصود من امتلاء الأرض بالظلم والجور الواردة في النصوص هو أن تعدم قيم الحق والتوحيد والعدل على وجه الأرض، ولا يمكن فهم العبارة بمعنى عدم وجود أي موضع يعبد الله فيه تماماً، فهذا أمر مستحيل وعلى خلاف سنن الله، وإنما المقصود أن الظاهرة الاجتماعية التي تنتج عن سيطرة حكام الظلم والجور تبرز في المجتمعات الإنسانية الجانب الظلامي والسيئ الذي تراكم على طول الخط التاريخي للبشرية، ولا يخفى أن ظاهرة انتشار الظلم والفساد من الظواهر الاجتماعية النسبية التي تتفاوت شدة وضعفاً بين فترة وأخرى، وإلّا فإن قتل الأنبياء السابقين والأئمة المعصومين كالإمام الحسين (عليه السلام) واغتصاب الخلافة من أهل البيت (عليهم السلام) في الأزمنة الغابرة هو أشد أنواع الانحراف والفساد التي حصلت في الأرض.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

 

علامات الظهور : ٢٠٢٢/٠٤/٢٣ : ٣.٠ K : ٠
: عبد الحسين الغريفي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.