(٥٩) هل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يعيش وحيداً؟
هل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يعيش وحيداً؟
وما صحة الحديث الذي يذكر (بأن لابد للأرض من قطب وأوتاد و(40) من الأبدال و(70) نجيباً و(360) صالحاً)، واستناداً إلى ذلك يكون مع المهدي (عجّل الله فرجه) (474) مؤمناً؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن القطع في مسألة خصوصيات حياة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، والروايات تشير إلى أنّ للإمام (عجّل الله فرجه) أناساً يقومون بخدمته وقضاء حوائجه.
وقد ورد أن للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) مجموعة من الصالحين يرافقونه وعددهم ثلاثون شخصاً كما ورد عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة، ولابد له في غيبته من عزلة ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة. [الكافي للشيخ الكليني: ح 12340]
في معرض الإشارة إلى من يرافق الإمام (عجّل الله فرجه) ويردّ عنه وحشة الغربة والوحدة، وفي بعض الروايات أنّ الخضر (عليه السلام) ممن له مهمة مرافقة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ليردّ عنه وحدته. فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): إن الخضر شرب من ماء الحياة... وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته، ويصل به وحدته. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص390 و391، ب38، ح4]
وأمّا سؤالك عن القطب والأوتاد والأبدال وغيرهم فقد نقل الشيخ القمي في سفينة البحار ما نصه: (ثم اعلم أنه قال الكفعمي في حاشية مصباحه: قيل إن الأرض لا تخلو من القطب وأربعة من الأوتاد وأربعين بدلاً وسبعين نجيباً وستين صالحاً، فالقطب هو المهدي (عجّل الله فرجه)، ولا تكون الأوتاد أقل من أربعة لأن الدنيا كالخيمة والمهدي (عجّل الله فرجه) كالعمود وتلك الأربعة أطناب، وقد تكون الأوتاد أكثر من أربعة والأبدال أكثر من أربعين والنجباء أكثر من سبعين والصالحون أكثر من ثلاثمائة وستين، والظاهر أن الخضر وإلياس (عليهما السلام) من الأوتاد فهما ملاصقان لدائرة القطب، وأمّا صفة الأوتاد فهم قوم لا يغفلون عن ربهم طرفة عين ولا يجمعون من الدنيا إلّا البلاغ ولا تصدر منهم هفوات البشر ولا يشترط فيهم العصمة، وشرط ذلك في القطب، وأمّا الأبدال فدون هؤلاء في المرتبة وقد تصدر منهم الغفلة فيتداركونها بالتذكر ولا يتعمدون ذنباً، وأمّا النجباء فهم دون الأبدال، وأمّا الصالحون فهم المتقون الموصوفون بالعدالة وقد يصدر منهم الذنب فيتداركونه بالاستغفار والندم قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فإذا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 201].
ثم إنه إذا نقص واحد من أحد المراتب المذكورة وضع بدله من المرتبة الأدنى، وإذا نقص من الصالحين وضع بدله من سائر الناس. والله العالم). انتهى
فالقول لبعض العلماء وأهل التصوُّف وليس رواية عن أهل البيت (عليهم السلام)، ومع فرض صحته فليس من الضروري أنّ الجميع يلتقون بالإمام (عجّل الله فرجه) بشكل مباشر، بل لعل الأمر يحدث بشكل هرمي فالأوتاد مسؤولون عن الأبدال والأبدال مسؤولون عن النجباء وهكذا.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: علاء عبد الحسين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)