(١٣٣) كيف تأخذون من إمامكم وهو غائب ولا يُرى؟
من المعلوم لدينا نحن الإمامية قاعدة: لكل زمان إمام معصوم، وعلى العوام أخذ كل ما يشكل لديهم من الأمور من إمام زمانهم، وكان الناس على اتصال مع الأئمة (عليهم السلام) بشكل مباشر ما عدا صاحب الزمان (أرواحنا له الفداء)، هنا يطرح البعض إشكالية أنه كيف تأخذون من إمامكم وهو غائب ولا يُرى؟ وإن كان هناك وكيل فما هي مواصفات الوكيل الذي يمثله؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس من الضروري أخذ الأحكام الشرعية من الإمام المعصوم مباشرة حتى في زمن الظهور فإن الإمام الصادق (عليه السلام) كان يأمر بعض أصحابه بالجلوس في المسجد وإفتاء الناس. وهكذا كان لأهل البيت (عليهم السلام) شخصيات علمية ورجالات متخصصون في الفقه أمثال زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم وغيرهم كان باستطاعتهم إعطاء الأحكام الشرعية بعد أخذ العمومات من الإمام (عليه السلام)، وهذا الأمر أصبح واضحاً وجلياً في عصر الغيبة بعد أن أرجع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) شيعته ومحبيه إلى وكلائه وهم المراجع والفقهاء، وذلك بنص التوقيع الشريف حيث قال: وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ج2، ص440، ب45، ح4]، هذا مضافاً إلى الكثير من الآيات القرآنية التي تُرجِع الناس إلى أهل الاختصاص في كل فن وكل علم حيث قال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43 -الأنبياء: 7] وهذا ما نشاهده أيضاً في سيرة العقلاء حيث إن المريض يذهب إلى الطبيب والذي يريد بناء بيت يذهب إلى المهندس وهكذا في بقية الاختصاصات ومنها الفقه والأحكام الشرعية فلابد فيها من الرجوع إلى المختصين وهم الفقهاء والمراجع.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حيدر محمد علي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)