(١٧٧) ما أهمية الاعتقاد بإمامة المهدي (عجّل الله فرجه)
سؤالي يتعلق بغيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فكثيراً ما أتعرض إلى أسئلة من المخالفين منها:
ما أهمية الاعتقاد بإمامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) مع غيبته؟
وأن إصراري على أن الإمام (عجّل الله فرجه) هو من ضروريات الحفاظ على السُنّة الإلهية في الكون يُفسَّر على أنه كفر والعياذ بالله محتجين عليَّ بأن هذا ينافي توحيد الألوهية والاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى هو المدبِّر الأول لشؤون العباد وأننا لسنا في حاجة إلى رعاية الإمام (عجّل الله فرجه) مع وجود رعاية الله (عزَّ وجلَّ) الأبدية، فما هو ردكم على هذه الادعاءات؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إن حفظ السُنّة الإلهية من خلال الإمام (عجّل الله فرجه) لا ينافي التدبير الإلهي كما لا ينافي عقيدة التوحيد إذ إن صريح جملة من الآيات الكريمة أن المولى (جلَّ جلاله) يدبِّر أمر الموجودات من خلال وسائط ﴿فَالمُدَبِّرَاتِ أَمْراً﴾ [النازعات: 5] إذ إن هذا العالَم هو عالَم الأسباب والمسبِّبات، أَوَليس أن الماء سبب رفع العطش عن الإنسان؟ وأن النار محرقة؟ وأن ملك الموت هو الذي يقبض روح الإنسان ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ [السجدة: 11]؟ وأن الرياح هي التي تقوم بعملية تلقيح الأشجار ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ [الحجر: 22]؟
مع أن الاعتقاد بكل هذا الذي ذكرنا هو لون من ألوان التدبير، وكلٌ بحسبه لا ينافي الاعتقاد بتدبير الله (عزَّ وجلَّ) لأمر الموجودات، بل هو مجانس له، وبعبارة أخرى: أن الله (عزَّ وجلَّ) هو الذي يدبِّر أمر الموجودات من خلال هذه الوسائط لا لحاجة منه إليها في التدبير وإنما جرياً على قانون السببية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: محمد حسين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)