(٢٨١) كيفية بقاء الإمام (عجّل الله فرجه) إلى عصر الظهور
كيفية بقاء الإمام (عجّل الله فرجه) إلى عصر الظهور مع هذا العمر الطويل وعدم شيخوخته؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إن مسألة طول العمر تارة ينظر إليها في الأقوام السابقة وتارة في وقتنا الحالي.
أمّا الأقوام السابقة فإن مسألة طول العمر تعتبر من المسلَّمات في تاريخ البشرية، ولو راجعنا بعض الكتب لعثرنا على أسماء كثير من الناس ممن عمّروا، وطول العمر أيضاً لا يختص بالصالحين فقط لأن كثيراً من الكفرة والظلمة كان لهم عمر طويل فمثلاً تذكر كتب التاريخ أنه: عاش شداد بن عاد (900) سنة وعمر بن عامر (800) وزهير بن عباب (300) وابن هبل بن عبد الله (600) سنة ومستوعر بن ربيعة (330) سنة ودريد بن زيد (450) سنة وقس بن عبادة (600) سنة.
وأمّا من بين الصالحين فعاش لقمان بن عاد (3500) سنة، وعاش علي بن عثمان المعروف بابن أبي الدنيا (309) سنة.
وأمّا مسألة طول العمر بين الأنبياء العظام (عليهم السلام) فكانت من الأمور الطبيعية والعادية فيهم، وقد أشير إلى ذلك في كثير من الروايات فمن الذين عمّروا طويلاً نوح النبي (عليه السلام) فقيل إنه عاش (1000) أو (1400) أو (1450) أو (1470) أو (2300) أو (2500) سنة ولقد نطق القرآن الكريم أن فترة دعوته في قومه كانت (950) سنة فقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 14] وثبت أيضاً هذا العمر الطويل بالنسبة إلى سائر الأنبياء (عليهم السلام) مثلاً سيدنا آدم (عليه السلام) عمّر (930) سنة وعمَّر سليمان (1712) أو (1000) سنة، وهكذا شيث عمّر (920) سنة، وهود عاش (670) سنة، هذا بالنسبة إلى الأنبياء الذين عاشوا وماتوا، وأمّا الخضر (عليه السلام) فهو حي إلى يومنا هذا. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص112، وما بعدها في مقام جوابه عن الاعتراض بطول عمره بما يزيد عن العمر الطبيعي]
أمّا طول عمر الإنسان في وقتنا الحالي فإن علم الطب الحديث لم يستطع لحد الآن أن يكتشف سر الموت، أو أن ينفي إمكان طول العمر، أو يحدّد ذلك، بل اعتقد علماء الغرب اليوم أن البشر يمكنهم أن يعمّروا مئات السنين.
يقول الدكتور الأمريكي (كيلورد): (إن علم الطب في هذا اليوم بمعونة علم التغذية رفع الموانع والحدود التي تمنع البشر من أن يعمّروا، ونحن اليوم على خلاف ما كان عليه أجدادنا وآباؤنا، نأمل أن نعيش أعماراً طويلة).
وكذلك الدكتور (جورج) رئيس الجامعات في ألمانيا، حيث قام بالتحقيق على نبات يسمى باللاتينية: (سابرولينا مسكتا)، وهو يعيش على ظهر الذباب الأزرق، ولا يعيش أكثر من أسبوعين وقام بزرعه بعدما وفّر له ظروفاً خاصة، فعاش ست سنين بدل أسبوعين، وهذه التجربة تعني إمكان مضاعفة عمر الإنسان إلى (10920) سنة يعني لو كان بإمكان البشر أن يطول عمر النبات من أسبوعين إلى ست سنوات، فكيف لا يمكن أن يعيش الإنسان بهذه النسبة من عمره إلى عشرة آلاف سنة وأكثر.
هذا في الإنسان الذي ليس له علم لدني، فكيف بالإنسان الأكمل الذي لديه علم لدني ولديه ولاية تكوينية ولديه علم الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) فإنه وريثهم.
وللاطلاع أكثر يمكنكم مراجعة كتاب عمر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) للسيد علي السبزواري والكتاب موجود في حقل المكتبة التخصصية في الموقع لدينا، ويمكنكم الاطلاع عليها مباشرة من خلال الرابط المباشر للكتاب تفضلوا:
https://m-mahdi.net/main/books-15
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: العلوي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)