(٣٥٦) هل الإمام (عجّل الله فرجه) له دور في الأحداث الجارية الآن؟
الحديث عن الإمام (عجّل الله فرجه): إنكم تنتفعون بي في غيبتي كالشمس وراء السحاب... .
سؤالي الآن والإمام في زمن الغيبة والأحداث الجسام تحدث في العالم على التوالي من قبيل هذه الثورات التي تجتاح العالم العربي.. هل الإمام له دور فيها أم أن دوره في زمن الغيبة دور المراقب للأحداث فقط؟
أقصد هل أن ما جرى ويجري وسوف يجري من أحداث تخص العوالم، الإمام (عجّل الله فرجه) متدخل فيها أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الثابت في عقيدتنا هو أن الإمام (عجّل الله فرجه) واسطة الفيض الإلهي، بمعنى أن له تدخلاً في كل حركة وسكون يجري في هذا الكون فلا يمكن لأحد أن يقول: إن دوره هو دور المراقب فقط. وكما قالوا في محله: إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فاعل في سلسلة الفواعل الطولية المؤثرة في عالم الإمكان.
بمعنى أن أي فعل في عالم الإمكان فإنه يمر بسلسلة من الفواعل، مثلاً العلاج من المرض يمرّ عبر عدة مراحل: الذهاب إلى الطبيب، ثم اكتشاف الطبيب لنوع المرض وتشخيص العلاج واستعمال المريض للعلاج بصورة صحيحة وتفاعل العلاج مع خلايا الجسم وإلى آخره، ولكن أول المراحل وآخرها وأهمّها هي ﴿وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: 80] أي إن كل هذه السلسلة لا يمكن أن تحدث إلّا بالإذن الإلهي لها.
وحيث إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو واسطة الفيض الإلهي على عالم الإمكان، فأي حدث يحدث لابد أن يكون له (عجّل الله فرجه) دخل فيه.
وهذا ما تؤكده الروايات الشريفة، حيث ورد في إحدى زياراتهم (عليهم السلام): إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج98، ص153]
والبحث فيه عمق أكبر بُحِث في علم الفلسفة والكلام وهذه إشارة فقط.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: جلال الحلفي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)