ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الغيبة

(٣٨٨) لماذا ذكر اسم الإمام (عجّل الله فرجه) يعد كفراً؟

الروايات الموجودة في المجاميع الحديثية كما في أصول الكافي الجزء الأول باب النهي عن الاسم عن الإمام أبي الحسن العسكري (عليه السلام) قوله: إنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكر اسمه. وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلّا كافر.
السؤال الأول: لماذا ذكر اسم الإمام (عجّل الله فرجه) يعد كفراً؟
السؤال الثاني: يقول مخالفونا في الإمامة أن هنالك منهجاً لتعتيم وبث الغموض على شخص واسم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبلبلة الشيعة والحديث المعروف (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية) ينطبق أشد الانطباق على هذا الأمر؟


بسم الله الرحمن الرحيم
هنا عدة أمور لابد من الإشارة إليها:
الأمر الأول: حكم ذكر اسم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
هناك عدّة روايات صرَّحت بحرمة ذكر اسمه (عجّل الله فرجه) وأن من يذكره باسمه كافر أو ملعون.
ولكن هل فعلاً يحرم ذكر اسمه أم أن هذه الروايات كانت تقصد أمراً آخر؟
للعلماء مسالك في هذا، فالبعض حمل الحرمة على زمن خاص هو زمن الغيبة الصغرى، والبعض حملها على حرمة الدلالة عليه.
فإن الاسم مأخوذ من السمة أي العلامة فيكون معنى حرمة ذكر اسمه هو حرمة الدلالة عليه، لما في ذلك من خطر متوجه نحوه (عجّل الله فرجه) من أعدائه الذين يطلبونه في كل زمان ومكان.
والبعض حملها على الكراهة.
وعلى كل حال، لا يمكن الحكم بحرمة ذكر اسمه (عجّل الله فرجه) مطلقاً، كيف والروايات الكثيرة التي صرّحت بذكر اسمه (عجّل الله فرجه) تملأ الخافقين.
على أن هنالك العديد من الروايات التي يستفاد منها أحد تلك المحامل التي ذكرناها قبل قليل، كما ورد في التوقيع الشريف: (ملعون من سماني في محفل من الناس) فإن التقييد بالمحفل من الناس يشير بصراحة إلى أنّ الحرمة تكون بسبب احتمال الدلالة على مكان الإمام (عجّل الله فرجه).
وكذلك ما ورد عن السفير الثاني قوله: وإذا وقع الاسم وقع الطلب.
وبهذا يتضح السبب في عدم ذكر اسمه (عجّل الله فرجه) عند بعض محبيه في زمن الغيبة الصغرى.
الأمر الثاني: ليس هنالك منهج شيعي متبع للتعتيم على قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، كيف وهذه المؤسسات الشيعية والمؤلفون والخطباء والعلماء يعملون ليل نهار على نشر الفكر المهدوي وتعريف الناس بصورة موسعة ومفصلة على الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بأسمائه وصفاته التفصيلية وكل شاردة وواردة تتعلق بقضيته (عجّل الله فرجه).
على أن حديث (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) وعلى عكس ما ادعى البعض هو لا يدعو إلى التعتيم، بل هو يدفع وبكل قوة إلى زيادة المعرفة بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وكيف يبلبل الشيعة ويبعدهم عن المعرفة المهدوية وهو يقول إن من لا يعرف الإمام سيموت ميتة الكفار!؟
نعم، هناك تعتيم في قضية واحدة فقط، وهي قضية الدلالة المباشرة على شخص الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فإن في الدلالة عليه هتكاً له وقتلاً له من أعدائه والمتربصين به.
وهذا غير قضية المعرفة.
فالمطلوب من الفرد أن يتمم معرفته بالقضية المهدوية حتى يكون على بينة من أمره ودينه، ولا يضره بعد هذا عدم تعرفه على شخص الإمام (عجّل الله فرجه) مباشرة أو عدم رؤيته له، وهل رأينا النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عندما آمنّا به؟! أم أنه كان يكفينا أن نعرفه ونعرف دينه ونلتزم بأوامره لنكون مسلمين مقبولين عند الله (عزَّ وجلَّ)؟
الأمر الثالث: إن الإمام (عجّل الله فرجه) في غيبته لم يتخذ طابع المعجزة، وإنما هو موجود على الأرض يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه.
كما ورد ذلك عن السفير الثاني صريحاً حيث قال: إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم، فيرى الناس ويرونه ويعرفهم ولا يعرفونه.
فليس هو أشبه ما يكون في عالم البرزخ.
نعم، الحفظ والرعاية الإلهية لا شك موجودة معه (عجّل الله فرجه) ولكن لا يعني هذا أن يعيش وفق معجزة خفاء الجسد.
ومن هنا يتضح إمكان أن يتعرف شخص ما على شخص الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وبالتالي جاءت الأوامر بضرورة التكتم على حقيقته، وقد صاغت بعض الروايات ذلك الأمر بصيغة حرمة ذكر اسمه (عجّل الله فرجه) الأمر الذي عرفنا المراد منه في الأمر الأول.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الغيبة : ٢٠١٣/٠٨/٣١ : ٦.٠ K : ٠
: احمد عدنان : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.