(٤١٩) هل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) راضٍ عن أهل السنة المتأخرين؟
هل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) راضٍ عن أهل السنة المتأخرين؟ هل يحاربهم أم يدعوهم أولاً؟
هل هناك داعٍ للتعجيل بظهور الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب السؤال الأول: في عقائدنا أنه يجب على كل إنسان أن يبحث عن العقيدة الصحيحة ويستدل عليها بالدليل الجزمي القطعي قبل الإيمان بها، وأن الإنسان ليس معذوراً لو قصّر في ذلك، ولذا ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى ﴿قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ...﴾ [الأنعام: 149] أنه قال: إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: عبدي، أكنت عالماً؟ فإن قال: نعم، قال له: أفلا عملت بما علمت. وإن قال: كنت جاهلاً، قال له: أفلا تعلّمت حتى تعمل. فيُخصم فتلك الحجة البالغة.
ومعه فأهل السُنة كغيرهم من سائر المذاهب والأديان يجب عليهم البحث عن الحقيقة، فإن بحثوا فلابد أن يصلوا إلى الحقيقة، وإن لم يبحثوا كانوا مقصرين فيكون عدم رضا الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عنهم تابعاً لعدم رضا الله تعالى عنهم، وسينطبق عليهم حديث: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
نعم، يستثنى من ذلك أهل السُنة القاصرون وتفصيل ذلك موكول إلى محله.
نعم في زمن الظهور ستكون الحجة آكد وأعظم ونحن نعتقد أن أهل السُنة وغيرهم سيدخلون تحت رايته وينضوون تحت لوائه بعد أن تنكشف لهم الحقيقة.
جواب السؤال الثاني: أمّا أنه سيحاربهم أو يدعوهم فإن الروايات الشريفة قد أكّدت أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيدعو الجميع إلى الحق وسيبيّن لهم الحق واضحاً، فإن رفض وعاند فآنذاك يمكن أن يقاتلهم، وهذا ما ذكرته الروايات في ألدّ أعداء المهدي (عجّل الله فرجه) وهو السفياني، فقد جاء في تفسير العياشي: ج2، ص60، أنه (عليه السلام) يقول لأصحابه: سيروا إلى هذه الطاغية فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيعطيه السفياني من البيعة سِلماً...
وفي رواية أخرى:... حتى يلقاه السفياني فيقول: اخرجوا إليّ ابن عمي حتى أكلّمه، فيخرج إليه فيكلمه فيسلم له الأمر ويبايعه...
إذن، سيكون الطابع العام لحركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو طابع الحوار السلمي كما هو طابع حركة الإسلام عموماً، فالإسلام قد حمل نظرية ﴿وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125] منذ بداية أمره، والرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام) قد جسّدوا هذا المبدأ أيضاً، ولذا كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ينهى أصحابه عن البدء بالقتال حتى يدعو القوم إلى الإسلام بالحجة والبيان، وليست قضية الحسين (عليه السلام) ودعوته وحواره للقوم بعيدة عن الأذهان.
نعم قد جُعل آخر الدواء الكي.
جواب السؤال الثالث: وأمّا قضية الداعي لتعجيل الظهور فإننا كمنتظرين ربما نرى ألف داعٍ وداع لذلك إلّا أن الأمر متعلق بالإذن الإلهي، فإن الله تعالى وحده هو العالم بالوقت الذي فيه صلاح الأمر والإذن للإمام (عجّل الله فرجه) بالظهور.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: احمد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)