(٤٧٩) هل تتحقق السفارة مع الرسائل التي بعثت للشيخ...
بالنسبة للرسائل التي بعثت للشيخ المفيد (رضوان الله تعالى عليه) من قِبَل الناحية المقدسة.
1) هل تتحقق معها السفارة؟ مثل هذا المقطع: ونعلمك -أدام الله توفيقك لنصرة الحق، وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق- أنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤديه عنا إلى مواليك قبلك، أعدهم الله بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته، فقف -أيدك الله بعونه- على أعدائه المارقين من دينه على ما أذكره، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله. [الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج٢، ص٤٩٧ – ٤٩٨]
2) وهل تتناقض مع رواية انقطاع السفارة المشهورة الموجهة من قبل الناحية المقدسة للسفير الرابع السمري (رضوان الله عليه) (التوقيع المشهور)؟
3) وهل لهذه الرسائل من الشهرة القطعية ما جعل الأعلام يعتمدونها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
كلا لا تتحقق السفارة بذلك، لأن القضية كانت شخصية بالشيخ المفيد، ولم يكن في تلك المكاتبات توجيهات للأمة تستلزم أن يكون الشيخ المفيد سفيراً، ولذلك بقيت تلك الرسائل مخفية إلى أن أظهرها الشيخ الطبرسي في احتجاجه، أي بعد ما يقرب (150) سنة حيث إن وفاة الشيخ المفيد هي في عام (413هـ) ووفاة الشيخ الطبرسي في عام (548هـ).
ومعلوم أن السفارة تمثل واسطة في إيصال أجوبة وأوامر وتعليمات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إلى عموم الشيعة، وهذا لم يتحقق في تلك الرسائل المكتوبة للشيخ المفيد.
ثم أنه لا نحتاج في مثل هذه الأمور إلى القطع السندي، بل يكفينا الوثوق بصدورها كما هو مبنى مشهور علمائنا.
ثم إن الاعتماد عليها من قبل العلماء ليس من باب أنها تفيد أحكاماً شرعية بل لأنها وصايا أخلاقية وهي صالحة للاستفادة منها في مثل هذه الأمور الأخلاقية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: هاشم صادق بهزاد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)