(٦٠٣) هل هذا الحديث المنسوب الى الإمام (عجّل الله فرجه) صحيح؟
قبل فترة سمعنا حديثاً منسوباً إلى صاحب الأمر (عجّل الله فرجه) نصه (طلب المعارف من غيرنا مساوق لإنكارنا).
السؤال: هل الحديث صحيح؟ وما هو معناه؟ وهل يعني أنه لا يجب علينا أن نطّلع أو ندرس العلوم الأخرى مثل علوم الغرب والعلوم الأخرى التخصصية التي ندرسها في الجامعات؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد هذا المقطع من الكلام في ترجمة حياة الميرزا مهدي الأصفهاني كما في إجازة الشيخ النائيني له سنة (1338هـ)، حيث ينقل الميرزا عن نفسه أنه كان مشتغلاً بطلب الفلسفة والعرفان وأنه وصل إلى مرحلة نال بها معرفة النفس على يد أستاذه السيد أحمد المعروف بالكربلائي، ولكنه لم يكن مطمئناً بذلك وقال ما نصه: (إذ رأيت هذه الحقائق والدقائق التي سمّوها بذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولابد من التأويل والتوجيه) وينقل أنه تضرع لصاحب الزمان (عجّل الله فرجه)، فبان له الحق ببركته ووقع نظره على ورقة مكتوبة بخط جلي: طلب المعارف من غيرنا أو طلب الهداية من غيرنا مساوق لإنكارنا، وعلى ظهرها مكتوب: أقامني الله وأنا حجة بن الحسن... إلى آخر القصة.
وهذه الواقعة تشبه إلى حدٍ ما، ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) مِن قوله لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة: شرِّقا وغرِّبا فلن تجدا علماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت. [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص399]
وهنا نقول:
1) إن كلمة (طلب المعارف من غيرنا...) لم ترد في رواية بسند صحيح حتى يقال عنها إنها حديث.
2) إنها واردة في الرد على من طلب علوماً مخالفة للقرآن الكريم وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، إذ الميرزا نفسه يقول: (لا توافق ظواهر القرآن وبيان العترة).
3) ومنه يتضح أن العلوم التي توافق القرآن الكريم وبيان العترة (عليهم السلام) لا مانع من الأخذ بها، ومعنى انحصار العلوم الصحيحة بأهل البيت (عليهم السلام) حينها سيكون واضحاً، فكل علم فيه خدمة للبشرية في الدنيا وفيه هداية لهم للآخرة فهو موافق للقرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) حتى لو كان هذا العلم يُدرَّس في الجامعات الغربية أو كان علماً تجريبياً، وقد روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم. [روضة الواعظين للنيسابوري: ص11]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: معتز الدخيلي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)