ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الغيبة

(٧٦٠) هل (عجّل الله فرجه) مطلع على الأعمال بشكل مباشر؟

السؤال باختصار هو التالي:
هل الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) مطلع على أعمال الناس بشكل مباشر، أي مجرد أن عَمِل فلان من الناس عملاً سواء خير أم شر، هو قد اطلع عليه بالمباشر واسره واساءه بحسبه، وبهذا يكون كعين الله الناظرة على العباد؟
أم تخفى عليه بعض الأمور ولا يشهدها في حينها، وفي الحين تعرض عليه الأمور المتعلقة بالاستغاثة به أو السلام عليه أو الدعاء له..؟ وإذا كان هو مطلع في كل آن ما معنى إن أعمالنا تُعرض عليه كل اثنين وخميس؟
وما الفرق بين اطلاعه هو (عجّل الله فرجه) كإمام لزماننا واطلاع آباءه (عليهم السلام) وجده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾؟


بسم الله الرحمن الرحيم
في الجواب عدة نقاط:
النقطة الأولى:
لا يوجد بين أيدينا ما يدل على شيء من علة كون العرض بعضه يومي، وبعضه أسبوعي، ولكن يحتمل التالي:
1) إن العرض اليومي إجمالي، والاسبوعي تفصيلي.
2) إن العرض الأسبوعي اشبه بالترتيب الرسمي لتقديم مجمل الأعمال كما يُصنع في بعض مراسيم رؤساء الدول.
3) إن العرض الأسبوعي هو لبيان أهمية اليوم أو الليلة التي يتم عرض الأعمال فيها، مما يدفع المؤمن إلى مزيد من الاجتهاد في عمل الطاعات، وبذلك مزيد من الجهد للتورع عن الأعمال السيئة.
النقطة الثانية:
رغم إعطاء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) القدرة على الاطلاع على أعمال العباد، لكن مع ذلك يمكن أن تُخفى عنه بعض الذنوب بأمر من الله تعالى، وذلك من باب الرحمة الإلهية والستر على العبد، وهذا لا يؤثر في سعة اطلاع الإمام (عجّل الله فرجه) كما هو واضح، ومن هذا القبيل ما جاء في دعاء كميل مما يشير إلى أن الله تعالى يُخفي بعض الذنوب حتى عن الملائكة الموكلة بالفرد، من باب الرحمة، فقد جاء فيه: (إِلهِي وَسَيِّدِي، فَأَسأَلُكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها، وَبِالقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعَلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِها الكِرامَ الكاتِبِينَ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنِّي، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيّ مَعَ جَوارِحِي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِي عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ...).
النقطة الثالثة:
لا فرق بين الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) بما فيهم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في ما يتعلق بالعلوم الغيبية التي عندهم، ومنه عرض الأعمال، وقد روي ما يُشير إلى هذه الحقيقة وأن العلم يمر على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم على أهل بيته (عليهم السلام) إلى أن يصل إلى إمام الزمان، من قبيل ما روي عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَقُولُ: لَوْ لَا أَنَّا نَزْدَادُ لأَنْفَدْنَا. قَالَ: قُلْتُ: تَزْدَادُونَ شَيْئاً لَا يَعْلَمُه رَسُولُ اللَّه (صلى الله عليه وآله)؟ قَالَ: أَمَا إِنَّه إِذَا كَانَ ذَلِكَ عُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ثُمَّ عَلَى الأَئِمَّةِ ثُمَّ انْتَهَى الأَمْرُ إِلَيْنَا.
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (عليه السلام) قَالَ: لَيْسَ يَخْرُجُ شَيْءٌ مِنْ عِنْدِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ حَتَّى يَبْدَأَ بِرَسُولِ اللَّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ثُمَّ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) ثُمَّ بِوَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ لِكَيْلَا يَكُونَ آخِرُنَا أَعْلَمَ مِنْ أَوَّلِنَا. [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص255، بَابُ لَوْ لَا أَنَّ الأَئِمَّةَ (عليهم السلام) يَزْدَادُونَ لَنَفِدَ مَا عِنْدَهُمْ، ح3 وح4]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الغيبة : ٢٠١٩/١١/٢٧ : ٨.٠ K : ٠
: شوق الظهور : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.