(٨٦٨) هل خرج (عجّل الله فرجه) بعد انتهاء الغيبة الصغرى؟
مدة الغيبة الصغرى وعلى اختلاف رواياتها سواء الـ74 سنة وأشهراً أو 69 وأشهراً
بعد هذه المدة هل خرج الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إلى الناس أو إلى خواصه بمثل العمر الذي اختفى فيه؟ أي مدة 74 سنة أو 69 سنة لم تتأثر بنيته الجسدية؟
ومن هو الذي شاهد الإمام (عجّل الله فرجه) بعد انتهاء الغيبة الصغرى، أم لم يشاهده أحد اساساً؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الاختلاف في تحديد مدة زمن الغيبة الصغرى ناشئ من الاختلاف في حساب بداية الغيبة الصغرى، فبعض العلماء يرى أنها بدأت من ولادته (عجّل الله فرجه)، والبعض الآخر يرى أنها بدأت من شهادة أبيه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، والفرق بين الغيبتين، أن الإمام (عجّل الله فرجه) كان يتواصل مع شيعته بواسطة السفراء الأربعة في الغيبة الصغرى، والتي انتهت بعد وفاة السفير الرابع علي بن محمد السمري (رحمه الله) ولا يعني ذلك أن الإمام (عجّل الله فرجه) ظهر للناس جميعاً بعد ذلك ثم غاب عنهم الغيبة الكبرى.
وكذلك لا يعني أن الإمام (عجّل الله فرجه) في غيبته الكبرى لا يلتقي بأي أحد من البشر.
في حديث معتبر عن إسحاق بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام): للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة والأخرى طويلة، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه. [الكافي للشيخ الكليني: ج1، 340]
كما أن طول الغيبة والعمر المديد له (عجّل الله فرجه) لن يؤثر في ظاهر بنيته الجسدية والجسمانية، لأنه محفوظ بحفظ الله تعالى له.
عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا (عليه السلام): ما علامات القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامته أن يكون شيخ السن، شاب المنظر حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتيه أجله. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص652]
وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السام) ما يتفق مع هذا المعنى: وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا وهم يحسبونه شيخا كبيراً. [الغيبة للشيخ النعماني: ص195]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: كرار عبد الحسين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)