ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الغيبة

(٨٧١) ألا يمكننا معرفة الإمام (عجّل الله فرجه) من نوره؟

إذا كان جميع المعصومين (عليهم السلام) يشعّون نوراً، إذاً كيف يقال إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا نستطيع معرفته إذا مرّ بجانبنا، ونستطيع رؤيته ولكن دون التعرف عليه؟
ألا يمكننا معرفته (عجّل الله فرجه) من النور الذي يشع منه!
أم أن الله سبحانه وتعالى أخفى وليه بهذه الطريقة؟ إذ جعل من يستطيع رؤية نوره (عجّل الله فرجه) خالصة الناس من المؤمنين فقط؟


بسم الله الرحمن الرحيم
إطلاق النور على المعصومين (عليهم السلام) إطلاق حقيقي لا مجازي، غاية الأمر أن للنور مصداقين: النور المادي والنور الملكوتي، والأول يراه جميع الناس، لا فرق بين الصالح منهم وغيره، بخلاف النور الملكوتي فهو محجوب عنهم بجلابيب البشرية وحجب عالم الدنيا، فلا يراه إلا من ارتضاه الله تعالى وكشف له عن بصيرة فؤاده، وهذا المعنى مروي في عديد من الروايات، فقد روى الصدوق رؤية النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) لأنوار الأئمة (عليهم السلام) لما عرج به إلى السماء: ...يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا ربي فقال (عزَّ وجل): ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا انا بأنوار على وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب درى. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص252]
ومع الالتزام بكون نورانيتهم هي نورانية ملكوتية محجوبة في الغيب عن الخلائق، كما روى الشيخ الطوسي في بعض أدعية شهر رمضان عن الإمام الصادق (عليه السلام): المأمونون على سرك المحتجبون بغيبك. [مصباح المتهجد للشيخ الطوسي: ص544]
فلا يمنع أن تكون لأنوارهم تجليات وظهورات في عالم الدنيا لبعض المؤمنين، لمصلحة تقتضيها الحكمة الإلهية، أو كرامة لهم من الله تعالى كما حصل ذلك لأحمد بن اسحاق حينما أراه الإمام العسكري (عليه السلام) ولده المهدي (عجّل الله فرجه).
فقد روى الصدوق: قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعاً فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله (عزَّ وجل) وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سمي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيه، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص384]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الغيبة : ٢٠٢١/٠٢/١٩ : ٢.٤ K : ٠
: بتول عبد الحسين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.