ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الغيبة

(٩٣٥) هل المقصود من آل أمية في زماننا هذا هم أهل السنة؟

زماننا هذا يخلو من آل امية فقد أصبحوا من الماضي السحيق، فهل المقصود من آل أمية في زماننا هذا هم أهل السنة الذي سيسلط الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عليهم السيف؟
إذا وضعنا بالحسبان إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند السنة ليس هو مهدي الشيعة، فمن الطبيعي سيكون هنالك تشكيك بشخص الإمام انطلاقاً من الموروث الفكري؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الأمويون هم جماعة تتمذهب بالمذهب السني وليس جميع أهل السنة من بني أمية، فإن المذهب السني فرق متعددة ومشارب مختلفة يجمعهم القول بعدم الاعتقاد بإمامة أهل البيت (عليهم السلام)، وأنكار النص عليهم من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) بولايتهم ووجوب طاعتهم، ولا يمكن وضعهم جميعاً في خانة واحدة بسبب تغاير مواقف تلك الفرق مع أهل البيت (عليهم السلام)، ولأجل ذلك لا يصح تأويل ما ورد في رواياتنا والتي أخُذ فيها عنوان (بني أمية) بأن المقصود منها هم أهل السنة جميعاً، بل لعل أكثريتهم في عصرنا الحالي لا يتخذون موقفاً مناوئاً أو معادياً لأهل البيت (عليهم السلام) كما هو واضح.
وأما القول بأن بني أمية أصبحوا من الماضي السحيق، فليس بصحيح فإن الفكر الأموي قبل أن يكون قبيلة عُرفت واشتهرت بعدائها ونصبها للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) فهي منهج وطريقة ظلامية، إن غابت هنا ظهرت هناك كحال الفكر الخوارجي الذي قال عنهم أمير المؤمنين (عليه السلام): إنهم نطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء، كلما نجم منهم قرن قطع. [نهج البلاغة: الخطبة 60]
والذي يؤيد هذا المعنى ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا: صدق الله وقالوا: كذب الله. قاتل أبو سفيان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقاتل معاوية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي (عليهما السلام)، والسفياني يقاتل القائم (عليه السلام). [معاني الأخبار للشيخ الصدوق: ص346]
ولذا جاءت الروايات عند الخاصة والعامة أن شخصية السفياني والذي سيتولى كِبر العداءِ للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إنما هو أموي النسب والهوى، حتى إن أمير المؤمنين (عليه السلام) وصفه بـ(ابن آكلة الأكباد) فقد جاء عنه (عليه السلام): يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة، وحش الوجه ضخم الهامة، بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان وأبوه عنبسة، وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرضاً ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص651]
ويبدو أن السفياني سيقوم بإحياء المشروع الأموي بعد انطماسه واندثاره من جديد، ويعود الملك الأموي في عهده على نفس الوتيرة والمنهج الذي اعتمده أسلافه، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه اسلام): والسفياني من الوادي اليابس من أودية الشام، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، وهذا الملعون يظهر الزهد قبل خروجه ويتقشف ويتقنع بخبز الشعير والملح الجريش، ويبذل الأموال فيجلب بذلك قلوب الجهال والرذال ثم يدعي الخلافة فيبايعونه. [مختصر إثبات الرجعة لابن شاذان: ص63]
وهذا المضمون مروي عند العامة أيضاً، فقد روى السمرقندي الفقيه الحنفي في تفسيره المعروف عن الكلبي قوله: قوله تعالى: ﴿وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ﴾، روي عن الكلبي أنه قال نزلت الآية في قوم يقال لهم السفيانية، يخرجون في آخر الزمان عددهم ثلاثون ألف رجل إلى أن يبلغوا أرض الحجاز فافترقوا فرقتين فتقدمت فرقة إلى موضع يقال له بيداء صاح بهم جبريل (عليه السلام صيحة فخسف بهم الأرض كلهم، إلّا واحداً منها ينجو فيحول وجهه إلى خلفه فيرجع إلى الفرقة الأخرى فيخبرهم بما أصابهم. [تفسير السمرقندي: ج3، ص91]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الغيبة : ٢٠٢١/٠٣/١٨ : ٢.٢ K : ٠
: أحمد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.