(١١٦٥) إشكال على دعاء عن الإمام الصادق (عليه السلام)
قال الإمام الصادق (عليه السلام): من قال بعد صلاة الفجر وبعد الظهر (اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم) لم يمت حتّى يدرك القائم. [مصباح المتهجد: 328].
السؤال: كيف والمدة الزمنية بينه وبين القائم (عجّل الله فرجه) ما تعلمون؟
بعبارة أدق: لو واظب عليها شخص آنذاك، ما هي المحصّلة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
معنى كلمة (درك): (هو الوصول والإحاطة، سواء كان المحيط أمراً مادياً أو معنوياً، وكذلك فيما يحاط ويسلّط عليه) [التحقيق في كلمات القرآن الكريم للمصطفوي: ج3، ص202] وإدراك الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والوصول إليه يمكن أن نتصوره على عدة معاني:
إمّا بمعنى إدراك زمنه وقيام دولته (عجّل الله فرجه)، وفي هذا الوجه لابد أن نفهم أن تأثير هذا العمل سوف يكون على نحو المقتضي وليس العلة التامة، بمعنى أن الإمام (عجّل الله فرجه) لو توفرت شروط ظهوره وقيامه، فإن هذا الداعي سوف يلتحق بنصرة الإمام (عجّل الله فرجه) ويكون من أصحابه.
وبعبارة أخرى أكثر تفصيلاً: الموت له أجلان: أجل مسمى ثابت، وأجل موقوف متغير، والأجل الموقوف يتأثر طولاً وقصراً تبعاً للأعمال الصالحة وغير الصالحة، وأمّا الأجل الثابت فلا يتغير أبداً وإنما هو ثابت ولا يتعداه الإنسان، والرواية ناظرة إلى الأجل المتغير، بمعنى أن من يواظب على هذا العمل فإنه يُرجى له أن يمد الله تعالى في أجله (الموقوف) حتى يدرك زمن ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) بشرط ألّا يتعدى عمره الأجل الثابت، وهذا المعنى سيال في جميع ما ورد في الروايات التي تحدثت من كون بعض الأعمال الصالحة قد تطيل الأعمار، فإنها إنما تطيل الأجل الموقوف لا المسمى، وعليه يكون الحديث بصدد بيان الأعمال التي يُرجى بسببها اللحوق بالإمام (عجّل الله فرجه) وإدراك ظهوره الشريف، والشاهد على ذلك ما ورد في بعض الروايات التي صرَّحت بهذا المعنى من الرجاء والترقب، فقد روى أبو بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام): ليعدن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً، فإن الله إذا علم ذلك من نيته رجوت لأن ينسئ في عمره حتى يدركه ويكون من أعوانه وأنصاره. [الغيبة للشيخ النعماني: ص335]
وأمّا المعنى الثاني لإدراك الإمام (عجّل الله فرجه) قبل الموت: فقد يُراد به التشرف برؤية الإمام (عجّل الله فرجه) ولو في زمن الغيبة الكبرى كما حصل للكثير من المؤمنين الصالحين الذين تشرفوا بلقائه (عجّل الله فرجه)، وهذا الوجه الثاني والذي قبله كما واضح يبتني على تفسير الإدراك بالإدراك الحسي المادي لا المعنوي، وهو الوجه الثالث (الإدراك المعنوي) الذي يصح تفسير إدراك المؤمن للإمام القائم (عجّل الله فرجه)، أي بمعنى أن هذا العمل يوفر لصاحبه أن يدرك مرتبة المعرفة الصحيحة بالإمام القائم (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: أياد الموالي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)