ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(٢٤) مطالبة الإمام بدم جده الحسين (عليهما السلام)...

عند ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يقال إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سوف يطالب بدم جده الإمام الحسين (عليه السلام) السؤال هو: هل الإمام (عجّل الله فرجه) عند خروجه ومطالبته بدم الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) يطالب جهة معينة أو مختصة لاسترداد الحق؟


بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: إنَّ قضيَّة الإمام الحسين (عليه السلام) في الحقيقة تمثل قضية ذات خطّين لا يلتقيان، ونظريتين لا تجتمعان.
أشار إلى هذه الحقيقة الإمام الصادق (عليه السلام) فيما روي عنه حيث قال: إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب الله. قاتل أبو سفيان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقاتل معاوية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام). وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن عليٍّ (عليهما السلام)، والسفياني يقاتل القائم (عجّل الله فرجه). [معاني الأخبار للشيخ الصدوق: ص346، باب معنى قول الصادق (عليه السلام): إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله (عزَّ وجلَّ)، ح 1]
وهذا معناه أنَّ هذين الخطّين مازالا على شاكلتهما، ولا ينقطعان أبداً.
ثانياً: لقد ورد في بعض الروايات أنَّ ثأر الإمام الحسين (عليه السلام) لم يتمّ أخذه بعد، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ﴾ [غافر: 51] أنَّه قال: الحسين بن عليٍّ منهم، ولم يُنصَر بعد، ثمّ قال: والله لقد قُتِلَ قتلة الحسين (عليه السلام) ولم يُطلَب بدمه بعد. [كامل الزيارات لابن قولويه: ص134، ح154/2]
ثالثاً: إنَّ الحسين (عليه السلام) يُمثِّل منهجاً عملياً نحو الإسلام المحمّدي الأصيل، فكلُّ من كان على غير خطِّه ومنهجه يُعتَبر قاتلاً له، ولذلك سيقوم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بقتل كلِّ من رضي بقتله (عليه السلام) وإن لم يباشر القتل.
فقد ورد أنَّ عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت لأبي الحسن عليِّ بن موسى الرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله، ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها؟ فقال (عليه السلام): هو كذلك، فقلت: فقول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ [الأنعام: 164]، ما معناه؟ فقال: صدق الله في جميع أقواله، لكن ذراري قتلة الحسين يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أنَّ رجلاً قُتِلَ في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب كان الراضي عند الله شريك القاتل، وإنَّما يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم. [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج1، ص229، باب 164، ح1]
ويُقرِّر الإمام الصادق (عليه السلام) هذا المبدأ أكثر فيما روى عنه محمّد بن الأرقط حيث قال له الإمام الصادق (عليه السلام): تنزل الكوفة؟، قلت: نعم، قال: ترون قتلة الحسين (عليه السلام) بين أظهركم؟، قال: قلت: جُعلت فداك، ما بقي منهم أحداً، قال: فأنت إذاً لا ترى القاتل إلَّا من قُتِلَ أو من وَلِيَ القتل؟! ألم تسمع إلى قول الله: ﴿قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ [آل عمران: 183]، فأيُّ رسول قتل الذين كان محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بين أظهرهم، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول، إنَّما رضوا قتل أُولئك فسمّوا قاتلين. [تفسير العيّاشي: ج1، ص209، ح 165]
وهو الأمر الذي أشارت له العديد من زيارات الإمام الحسين (عليه السلام) بعنوان: وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرِضِيَتْ بِهِ. [مصباح المتهجِّد للشيخ الطوسي: ص721، ح806/75]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠١٣/٠٨/٢٤ : ٦.٤ K : ٠
: حسن عبد الله التاروتي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.