(١٧٤) هل سيرجع كل من يرغب بالخدمة
سمعتُ ذات مرة أنه في زمن الظهور المبارك يعود للحياة من محض الإيمان أو الكفر محضاً، وأيضاً أسمع بأن كل من يرغب بخدمته (روحي له الفداء) فإن الله يبعث ملكاً يوقظه من قبره قائلاً: يا فلان قم فقد ظهر إمام زمانك وإلّا فنم نومة العروس (ما أوردته هو بالمعنى وليس نصاً)، كيف نوازن بين المقولتين وهل سيرجع كل من يرغب بالخدمة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا الكافر فإنه يُرجع قهراً ليُقام عليه الحد فيما لو شاء الله تعالى ذلك.
وأمّا المؤمن، فيمكن القول: إن المؤمن على مراتب، فقد يكون منهم من يُرجع من دون تخيير، باعتبار أن عليه وظيفة معينة لابد أن يقوم بها زمن الظهور.
وقد يكون هناك من يُخير في الرجعة، كما ورد هذا في عدة روايات، فعن المفضَّل بن عمر، قال: ذكرنا القائم (عجّل الله فرجه) ومن مات من أصحابنا ينتظره، فقال لنا أبو عبد الله (عليه السلام): إذا قام أُتِيَ المؤمن في قبره فيقال له: يا هذا! إنَّه قد ظهر صاحبك، فإن تشأ أن تلحق به فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربِّك فأقم. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص458 و459، ح470]
وفي نفس السياق جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): ...وإنَّ لأهل الحقّ دولة إذا جاءت ولّاها الله لمن يشاء منّا أهل البيت، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له... . [الغيبة للنعماني: ص201، ب11، ح2]
فقوله (عليه السلام): (خار له) يُراد منه ما أشارت له الرواية السابقة من التخيير بين البقاء أو الرجوع، والله العالم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حنين : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)