(٢٧٦) الفرق بين عالمية دولة الإمام (عجّل الله فرجه) وعولمة الغرب؟
إن من الأمور المركزية للمذهب الشيعي هو قيام دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لذلك وجب علينا أمران:
الأول: نشر معالم دولة الإمام (عجّل الله فرجه) للناس لجذب الناس إليها من خلال المشروع الأصلح للبشرية.
والثاني: الدفاع عن مكتسبات قيام الدولة أمام التيارات المادية.
والسؤال: ما هو الفرق بين عالمية دولة الإمام (عجّل الله فرجه) وعولمة الغرب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك تعريفات عديدة للعولمة، من قبيل: إنها إضفاء الطَّابع العالميّ على شيء، بما فيه التَّرابط بين البلدان في إطار التَّبادلات الدولية.
ومن قبيل: ظاهرة عالميّة تسعى إلى تعزيز التكامل بين مجموعة من المجالات الماليّة، والتجاريّة، والاقتصاديّة وغيرها، كما تساهم العولمة في الربط بين القطاعات المحليّة والعالميّة؛ من خلال تعزيز انتقال الخدمات، والسلع، ورؤوس الأموال.
وتُعرَّف العولمة بأنّها عملية تطبقها المنظمات، والشركات، والمؤسسات بهدف تحقيق نفوذ دوليّة، أو توسيع عملها ليتحول من محليّ إلى عالميّ.
ومن التعريفات الأخرى للعولمة أنها دعم القطاع التجاري في كافة أنحاء العالم؛ وتحديداً من خلال المنشآت الكبرى التي تنتج الخدمات والسلع ضمن دول عديدة ومتنوعة.
والحاصل أنه ليس هناك تعريف محدد للعولمة، ولكنها على كل حال مصطلح يسعى المنظّرون له إلى السيطرة السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم، الأمر الذي يهدف إلى جر المنفعة لشعب أو قومية ما ولو على حساب الشعوب الأخرى.
وهي بهذا تكون حركة أنانية، لا تحترم الإنسان الآخر، ولا تقف الإنسانيات والعقلائيات عائقاً يحدّ من توجهاتها التوسعية.
وبهذا نعرف الفرق الشاسع بينها وبين ما يصبو إليه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من نشر العدالة على كل ربوع الكرة الأرضية لإحياء البشر وتمكينهم من الاستفادة القصوى من الحياة الدنيا بما يمهد الطريق للسعادة الأخروية.
وهي ثورة تحفظ الآخر في دمه وتحفظ له كرامته، وتعمل على تثبيت أسس السعادة في كل مجالات الحياة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: أبو محمد السيلاوي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)