(٢٨٦) هل في دولة الإمام (عجّل الله فرجه) يبقى فقط...
هل في دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يبقى فقط صنفان من الناس وهم من محض الإيمان ومن محض الكفر فيكون من محض الإيمان مع الإمام وبعكسه ضده (عجّل الله فرجه)؟
إذا كان الجواب كلا، فإذن ما هو حال الذين يخلطون عملاً صالحاً وآخر سيئاً والذين يفعلون الفواحش والمنكرات وهم يُصلّون ويصومون ومن الشيعة أيضاً؟
بسم الله الرحمن الرحيم
1) لم يرد في الروايات الشريفة أن من يبقى في دولة الإمام (عجّل الله فرجه) هما ذانك الصنفان فقط وإنما ورد مثل ذينك العنوانين في روايات الرجعة.
2) إن عمل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا يقوم على الإعجاز فقط ولغة (كن فيكون) إنما عمله الهداية التدريجية كما كانت سيرة الأنبياء كذلك.
2) ذكرت الروايات الشريفة أن الإمام (عجّل الله فرجه) سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً وأنه سيحاسب الناس حسب علمه، وأن أمر الإمام (عجّل الله فرجه) لا يكون إلّا بعد أن يمسح الناس العلق والعرق، هذا وغيره يشير إلى وجود فئات لازالت تخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً.
وإذا سألتم: إن قولكم بأن هداية الإمام (عجّل الله فرجه) ستكون بعملية تدريجية ينافي ما ورد من أن الإمام (عجّل الله فرجه) سيضع يده على رؤوس العباد ويهديهم، فقد ورد عن أبي جعفر (عليه السلام): إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم. [الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص25، ح21]
فنجيب:
1) إن هذه الرواية تبين تلك الحقيقة على نحو القضية المهملة لا على نحو القضية الخارجية وأن كل الأفراد سيكون كذلك تماماً كما يقال: إن الرجل أفضل من المرأة، فلا يعني هذا أن كل الرجال كذلك كيف وفي النساء مثل الزهراء (عليها السلام) وأمها والسيدة مريم وآسيا بنت مزاحم.
2) قد يراد من هذه الرواية هو أن الإمام (عجّل الله فرجه) يضع أسس التكامل وأن من يلتزم بتلك الأسس سيحصل على نتيجة الهداية.
وهناك احتمالات أخرى لهذه الرواية نتركها لرعاية الاختصار.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: محمد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)