ارسل سؤالك المهدوي:
المسار
عصر الظهور

(٣٣٣) ما هو دليل احتياج البشرية اليه (عجّل الله فرجه)

ما هو الدليل على أن البشرية تحتاج إلى المهدي (عجّل الله فرجه)...
قول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (...يملأ الأرض قسطاً وعدلاً...) ثم النتيجة إذا ملأ الأرض قسطاً وعدلاً وحسب ما عرفت من بعض المطّلعين أن ينشأ مفهوم المدينة الفاضلة ويصل بالمجتمع إلى مرحلة العصمة المكتسبة، فإذا كان ذلك فلماذا القيامة والحساب وقد انقسمت مسيرة البشرية إلى قسمين: القسم الأول بعضهم في الجنة وبعضهم في النار وهم الذين عاشوا قبل ظهور الإمام، والقسم الثاني جميعهم في الجنة بسبب وجودهم في زمن الإمام، وكذلك الأجيال من بعدهم، إمّا أن تقولوا لي أن ابن النبي نوح (عليه السلام) كان كافراً وهذا يبين الأمر، أقول: نعم، كان كافراً في مجتمع كافر، والكثير مَن هم مثله ظهروا في أزمنة معظم الناس فيها ضعيفوا الإيمان، أمّا زمن الإمام (عجّل الله فرجه) فكما ذكرت لكم أن المجتمع في مستوى من العصمة.. وهناك أمر آخر وهو: أن المجتمع العربي بالخصوص اليوم صار لا يؤمن بالروحانيات عكس المجتمع الغربي، وكذلك فاحترام رأي الآخر من أبعد الأخلاقيات عن المجتمع العربي ولا أقصد الكل طبعاً لكن الأكثرية والمجتمع وخصوصاً العربي المسلم يدعي الإمام لنفسه وأنه هو من سينصره، فكيف نفهم ذلك مع هذه المعطيات؟


بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرت في كلامك عدة أمور:
1) أن المجتمع سيصل إلى مرتبة العصمة المكتسبة في زمن الإمام (عجّل الله فرجه)، وهذا مُسَلَّم على نحو الأعم الأغلب في المجتمع، أمّا أن كل المجتمع سيصل إلى تلك المرتبة فهذا لا دليل عليه.
والدليل على ذلك أن هناك روايات عديدة تدل على أن الإمام (عجّل الله فرجه) يحاكم البعض ويقتلهم وأنه سيحكم بحكم آل داود، فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث له: ... هذا المهدي يقضي بقضاء آل داود، لا يسأل عليه بيِّنة. [الخصال للشيخ الصدوق: ص649، ح43]
وهي مطلقة غير مقيدة ببداية ظهوره، والنفس الأمّارة ووسوسة إبليس مازالا في الوجود، كلها تدل على عدم وصول المجتمع عموماً إلى مرتبة العصمة المكتسبة.
2) إن القيامة لم تكن لحساب مجتمع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فقط، إنما هو يوم لعامة البشرية، فحتى لو سلَّمنا أن مجتمع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كله في الجنة فإنه يبقى ليوم القيامة حكمة وفائدة.
أضف إليه أن القيامة هي يوم الآخرة ويوم الخلود ويوم الجزاء على ما عمله الفرد في الدنيا وإلّا فما الفرق حينئذٍ بين الموحدين وغيرهم ممن قالوا: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ [المؤمنون: 37]
3) ومنه يتضح عدم تسليم انقسام البشرية في مسيرتها إلى القسمين المشار إليهما.
4) وأمّا باقي ما تفضلت به فهو لا يعدو كونه رؤية شخصية، بل ودعوى ربما خالية من الدليل، فالغرب أبعد ما يكون عن الروحانيات والغيبيات والقرب الإلهي.
هذا إن قصدت من الروحانيات القرب الإلهي، أمّا إذا قصدت السحر والشعوذة وغيرها، فهذا ما تعج به جميع المجتمعات غربية كانت أو شرقية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

عصر الظهور : ٢٠١٣/٠٨/٣١ : ٤.٤ K : ٠
: محمد الطيب : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.