(٤٠٢) هل أن الإمام (عجّل الله فرجه) يقف ثلاثة أيام عند مدينة النجف...
هل أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يقف ثلاثة أيام عند مدينة النجف الأشرف ويقولون له ارجع يا بن رسول الله إن دين جدك بخير؟ وبعدها يدخل الإمام (عجّل الله فرجه) ويقطع رؤوس العلماء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
في حديث طويل: إذا قام القائم (عليه السلام) سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف نفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم، ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها، ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله (عزَّ وجلَّ)). [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص338، ح81، ب27]
وليس في هذه الرواية ولا في غيرها أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يقطع رؤوس العلماء، وهذه الدعوى وأمثالها هي من لجاجات أهل الدعاوى الباطلة الذين يريدون تقليل أو إعدام ثقة الناس بعلمائهم وقطع صلتهم بهم حتى يتاح لهم السيطرة على عقول البسطاء من الناس.
فينبغي الحذر من مثل هذه الدعاوى والالتفات إلى حرمة الترويج لها وكشف الأسباب الداعية لأولئك إلى نشر مثل هذه التُرَّهات ضد العلماء الذين يمثلون الحصن الواقي للمذهب من تدليس المدلّسين...
هذا فضلاً عن أن أهل البيت (عليهم السلام) هم الذين أمرونا باتباع العلماء وجعلوهم واسطة بيننا وبين الوصول إليهم، وجعلوهم حججاً علينا، ففي التوقيع الشريف: وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ج2، ص440، ب45، ح4]
وما ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام): فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً هواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه.
مضافاً إلى أمر آخر مهم جداً وهو أنه على فرض صدق هذه المقولة فهي قضية خارجية مختصة بعلماء زمن الظهور المقدس لكن أصحاب الشبهة يحاولون تعميمها وجعلها منطبقة على هذا العصر أيضاً فيحاولون إفهام الناس أن علماء عصرنا ضد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فلذا لا يجوز اتِّباعهم، وغير ذلك من الشبهات والترَّهات.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: حيدر : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)