(٤٤٩) هل هناك علامة خاصة بالبترية أو بقائدهم؟
هناك كلام كثير حول البترية ودورهم السلبي قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، هل هناك علامة خاصة بهم أو بقائدهم؟
وما هي المنطقة التي يخرجون منها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر من الروايات الشريفة أنهم خط منحرف عقائدياً حيث إنهم لا يتبرؤون من أعداء الإمام علي (عليه السلام) وأنهم بتروا أمر أهل البيت (عليهم السلام) بعدم البراءة من أعدائهم، ولهم جذور تاريخية تمتد إلى زمن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ولمزيد بيان ننقل ما أورده الشيخ الصدوق:
البترية: بضم الباء الموحدة وسكون التاء المثناة الفوقية والراء المكسورة - والنسبة بتري وهم طائفة من الزيدية يجوزون تقديم المفضول على الفاضل، يقولون إن أبا بكر وعمر إمامان وأن أخطأت الأمة في البيعة لهما مع وجود علي (عليه السلام) ولكنه خطأ لم ينته إلى درجة الفسق، وتوقفوا في عثمان، ودعوا إلى ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، ويرون الخروج مع بطون ولد علي (عليه السلام) ويذهبون في ذلك إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويثبتون لكل من خرج من أولاد علي (عليه السلام) عند خروجه الإمامة، وهم أصحاب كثير النواء والحسن بن صالح بن حي، وسالم ابن أبي حفصة والحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل أبي يحيى الحضرمي، وأبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد.
روى الكشي بإسناده عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الحكم بن عتيبة وسلمة وكثير النواء وأبا المقدام والتمار -يعني سالم بن حفصة- أضلوا كثيراً ممن ضل من هؤلاء، وإنهم ممن قال الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 8].
وروى أيضاً بإسناده عن سدير قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) ومعي سلمة ابن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسلام بن أبي حفصة وكثير النواء وجماعة منهم، وعند أبي جعفر (عليه السلام) أخوه زيد بن علي (عليه السلام) فقالوا لأبي جعفر (عليه السلام): نتولى علياً وحسناً وحسيناً ونتبرأ من أعدائهم، قال: نعم، قالوا: فنتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم، قال: فالتفت إليهم زيد بن علي (عليه السلام) وقال لهم: أتتبرؤون من فاطمة (عليها السلام) بترتم أمرنا بتركم الله، فيومئذ سموا البترية.[ص545] وروى بإسناده عن ابن أبي عمير، عن سعد الجلاب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق إلى المغرب ما أعز الله بهم ديناً. [من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق: ج4، ص544 - 545]
روى أبو الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل أنه قال: إذا قام القائم (عليه السلام) سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص338]
والمقصود هو كل من نهج منهج البترية حتى وإن كان إمامياً اثني عشرياً.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
: محمد المحامي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)